للبيضاوي والألفية وغير ذلك. وقدم دمشق وعرض محافيظه على التاج السبكي وسمع الحديث من جماعة ، وكتب المنسوب وقرأ النحو ، وبهر في ذلك ثم صحب الفقراء بصفد ، وتخلق بأخلاقهم ثم توجه غ ١ كلام القوم وتسلم على هذا لا تجلس عندنا وغضب منه.
وفي شوال توفي القاضي شمس الدين أبو عبد الله هبة الله بن العدل عماد الدين إسماعيل الحنبلي والده الحنفي. هو نشأ في حجر خالد إدريس الشاهد داخل باب النصر وكان إدريس من رجال الدنيا دهاء شغله بمذهب أبي حنيفة وقرأ على الشيخ بدر الدين بن سلامة / (١٦ ظ) م الحنفي وأدام القراءة عليه ، وحفظ محافيظ على قاعدة مذهبه ، و (ألفية ابن مالك) ، وكان ذكيا له خط حسن إلى الغاية ، وجلس مع العدول داخل باب النصر عند خاله إدريس وأولاد رضوان.
ثم استكتبه شيخنا المذيّل حكمه ودربه في صناعة التوريق ففاق في ذلك على أقرانه. لديه / (١٦ ظ) م وكان عاقلا داهية له طمع كثير وجب ذلك أن استولى على وظائف ، وإجازات وكثر دخله بحيث لم تبق ضيعة في بلاد حلب من جبل سمعان إلا وله فيه تعلق. وحصل كتبا. ولما مات القاضي المالكي شمس الدين محمد بن النحريري سعى لنفسه في قضاء المالكية بحلب عوضا عنه فلم يجب إلى ذلك وولوه للقاضي علاء الدين الناسخ.
ثم ترفع عن كتابة حكم شيخنا ولزم بيته وحبّب إليه العمارة ولبس الثياب الفاخرة والخيول الحسنة واستكثر من ذلك واستنابه القاضي الحنفي محب الدين بن الشحنة ولم تبق مدرسة بحلب إلا وله وظائف منها الصلاحبية والصلاحية والكلتاوية وطال طمعه ، وزاد شرهه وخرج للتنزه بالسعدي فرجع ومرض بالدم ومات. وتفرق ما جمعه شذر مذر وماتت أولاده. ولا عقب له الآن. ولم يمرض أحد من أهل حلب إلا وأخذ وظائفه بالتعليق سامحه الله تعالى.