واعلم أنا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت عشقا شهيد لكن أعلّه (١) ابن عدي والبيهقي والحاكم وهو أحد من أنكر على سويد بن سعيد حتى قال يحيى ابن معين : " لو كان لي سيف أو فرس أو ترس (٢) لكنت أغزوه لذلك".
وعده ابن الجوزي في الموضوعات.
والصواب أنه كلام ابن عباس موقوفا عليه ، فغلط سويد في رفعه.
وقد أشار إلى الحديث الشيخ الصالح العلامة كمال الدين الدميري في منظومته فقال بعد أن أسنده ابن عباس رضي الله عنهما :
وقد روى عنه سويد بن سعيد |
|
من مات عشقا فهو بالدفع شهيد |
في البيهقي وحاكم وابن عدي |
|
وابن معين رده فاعتمد |
[عشق محمد بن داود صاحب كتاب الزهرة] :
وقال ابن السراج في كتابه مصارع العشاق عن نفطويه النحوي قال : " دخلت على محمد بن داود الأصفهاني (٣) في مرضه الذي مات فيه. فقلت : كيف تجدك.
قال : حب من تعلم أورثني ما ترى.
فقلت له : ما منعك من الاستمتاع مع القدرة على ..... فقال الاستمتاع على وجهين : أحدهما : النظر المباح. والثاني اللذة المحظورة. فأما النظر المباح فأورثني ما ترى. وأما اللذة فإنه منعني ما حدثني به أبي ، قال : ثنا سويد
__________________
(١) رسم الكلمة : " اعله".
(٢) عاد الناسخ فذكر كلمة (فرس). صوبناها عن القسم الأول.
(٣) أبو بكر محمد بن داود الظاهري المتوفى عام ٢٩٧ ه له كتاب" الزهرة" هو مجموع أدب أتى فيه بكل غريبة ونادرة ، وشعر رائق ، صنفه في عنفوان شبابه. (كشف الظنون : ٢ / ٩٦٢).