عبد الله بن بديل العقيلي عن رجل يقال له عوسجة (١) ، قال (٢) :
أوحى الله تعالى إلى عيسى عليهالسلام : يا عيسى ، لو رأت عيناك ما أعددت لعبادي الصالحين لذاب قلبك ، وزهقت نفسك اشتياقا إليه (٣).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمّد بن المقرئ ، قالا : حدّثنا أبو العبّاس الأصم ، حدّثنا الخضر بن أبان ، نا سيّار (٤) حدّثنا جعفر (٥) ، حدّثنا مالك بن دينار ، قال :
قالوا لعيسى بن مريم : يا روح الله ، ألا نبني لك بيتا؟ قال : بلى ، ابنوه على شاطئ البحر ، قالوا : إذا يجيء الماء فيذهب به ، قال : أين تريدون؟ تبنون لي على القنطرة؟.
قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الله الصّفّار ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا يحيى بن اليمان ، عن شعيب بن إسحاق قال :
قيل لعيسى : لو اتّخذت بيتا ، قال : يكفينا خلقان من كان قبلنا.
قال : وأنبأنا أبو عبد الله ، أنبأنا الصّفّار ، أنبأنا أبو بكر ، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح ، حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن عطاء بن السّائب ، عن ميسرة ، قال :
ما بنى عيسى بيتا ، فقيل له : ألا تبني؟ فقال : لا أترك بعدي شيئا من الدنيا أذكر به.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، حدّثنا علي بن الحسن الرّبعي ، حدّثنا ابن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان (٦) يقول :
بينما عيسى يمشي في يوم صائف وقد مسّه الحرّ والشمس والعطش ، فجلس في ظل
__________________
(١) كذا بالأصل ، ومرّ قريبا خبر من طريق عبد الله بن بديل العقيلي عن عبد الله بن عوسجة.
(٢) راجع قصص الأنبياء لابن كثير ٢ / ٤٠٥ والبداية والنهاية ٢ / ٩٤.
(٣) زيد بعدها بالأصل : إلى.
(٤) لفظة غير واضحة ، ونميل إلى قراءتها : «ناسيا ، وحدثنا» والصواب ما أثبت : نا سيار ، حدثنا. راجع الحاشية التالية.
(٥) هو جعفر بن سليمان الضبعي. راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٤٠٠ وترجمة مالك بن دينار في تهذيب الكمال أيضا ١٧ / ٣٩٦.
(٦) هو عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية الداراني ، أبو سليمان ، راجع ترجمة أحمد بن أبي الحواري في تهذيب الكمال ١ / ١٧٨.