وليس لي شيء ، وأنا طيّب النفس ، غني (١) مكثر ، فمن أغنى مني وأربح.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو الحسن بن أبان ، حدّثنا أبو بكر بن عبيد ، حدّثني المثنّى بن معاذ العنبري ، حدّثني محمّد بن سباع النّميري ، قال :
بينما عيسى بن مريم يسيح في بعض بلاد الشام إذ اشتد به المطر والرعد والبرق ، فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه ، فرفعت له خيمة من بعيد ، فأتاها ، فإذا فيها امرأة ، فحاد عنها ، فإذا هو بكهف في جبل ، فأتاه ، فإذا في الكهف أسد ، فوضع يده عليه ثم قال : إلهي ، جعلت لكلّ شيء مأوى ولم تجعل لي مأوى ، فأجابه الجليل تعالى : مأواك عندي في مستقر من رحمتي ، لأزوّجنّك يوم القيامة مائة حوراء خلقاء بيدي ، ولأطعمنّ في عرسك أربعة آلاف عام ، يوم منها كعمر الدنيا ، ولآمرنّ مناديا ينادي : أين (٢) الزهاد في الدنيا ، زوروا (٣) عرس الزاهد عيسى بن مريم.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا محمّد بن يوسف ، أنبأنا محمّد بن حمّاد الطّهراني ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا معمر ، عن ثابت البناني ، عن أبي رافع قال :
رفع عيسى بن مريم وعليه مدرعة ، وخفّا راعي (٤) وحذّافة (٥) يحذف بها الطير.
خالفه الدّبري فقال عن ثابت عن أبي العالية.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأنا عبد الرّزّاق ، أنبأنا معمر ، عن ثابت ، عن أبي العالية قال :
ما ترك عيسى بن مريم حين رفع إلّا مدرعة صوف ، وخفّي راع ، وقذّافة يقذف بها الطير.
أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو عبد الله ، أنبأنا أبو علي
__________________
(١) كذا بالأصل والمختصر ، وفي البداية والنهاية وقصص الأنبياء : غير مكترث.
(٢) بالأصل : «زور» والمثبت عن المختصر.
(٣) بالأصل : «زورا» تصحيف ، والتصويب عن المختصر.
(٤) كذا بالأصل : بإثبات الياء.
(٥) كذا بالأصل ، وفي المختصر : «خذافة يخذف» بالخاء المعجمة.
وفي القاموس : حذفه بالعصا : رماه بها ، والحذافة ككناسة : ما حذفته من الاديم وغيره.