تحقيق الكتاب
جمعنا في طبعتنا هذه بين مخطوطتي المكتبة الوطنية بباريس ومكتبة طرخان والده سي بإستانبول وأشرنا في الهوامش إلى ما اتفق واختلف بينهما في مواضع الالتقاء وخاصة حرف العين. كما عرّفنا بالمترجمين حسب طاقتنا فإذا لم نجد للمترجم له ذكرا فيما بين أيدينا من مصادر أشرنا في الهامش إمّا إلى شيخ المترجم له أو إلى تلميذه الذي روى عنه مع شيء يدل على الزمن الذي عاش فيه كسنة ولادته أو وفاته أو سنة روايته. وعلى هذا فإذا قيل في الهامش : لم نهتد لمصدر ترجمته ، فإن هذا يتضمن أيضا عدم العثور على ترجمة لشيخه أو لتلميذه. وبعض المترجم لهم ممن يستحيل العثور عليه في مصدر آخر ، ففلان المؤذن بالجامع الفلاني بسمرقند ليس شخصية تنتقل من هذه المدينة إلى تلك طلبا للعلم والحديث كي يشار إليه في أكثر من مصدر ، وإنما هو مؤذن يجلس في مسجده فيسمع من أحد الأساتذة أو الزائرين للمدينة حديثا فيرويه بدوره إلى النسفي فيثبته في القند.
أما الألقاب والكنى فقد حاولنا كتابة كل ما نعثر عليه للمترجم له وذلك في الفهرس الموضوع آخر الكتاب ، ذلك أن بعض هؤلاء عرف بلقب آخر أو نسبة غير ذلك أو تلك التي وردت في القند ، فأبقينا على اسمه ولقبه كما هو في متن الكتاب أمانة للنص ، أما في الفهرس فوضعنا كل ما عثرنا عليه من ألقابه وصفاته. فمثلا ورد في الترجمة (٨١) : أحمد بن محمد بن الدهقان السمرقندي ، لكننا عثرنا لدى السمعاني على كنيته واسمه كاملا مع لقبين آخرين فكتبنا كل ذلك في فهرس الكتاب وليس في المتن حيث أصبح : أحمد بن محمد بن أحمد بن زياد ، أبو نصر الزراد البستي الدهقان. كما أضفنا لقب الفيجكثي (الترجمة ٨٩) إلى أحمد بن محمد الشيركثي وذلك لأن السمعاني دعاه بهذه النسبة ، ولم يترجم له تحت عنوان الشيركثي. فكتبنا النسبتين معا في الفهرس : الشيركثي الفيجكثي. وهكذا.
لقد اقتضى تحقيق الكتاب في بعض مراحله قراءة كتاب السمعاني الأنساب ـ إضافة إلى كتبه الأخرى ـ ثلاث مرات سطرا سطرا لضبط النسب ومعرفة ما يمكن العثور عليه من المترجمين في القند ، وقد التزمنا ضبطه للنسب لأنه ذهب إلى ما وراء النهر وزار أغلب المدن والقرى التي ذكرها وأفاد من مكتباتها العامة والخاصة والتقى بابن النسفي نفسه واستعار منه المؤلفات والكراسات