السراج قال : أخبرنا سلم بن قتيبة قال : سمعت أبي يقول : خطبنا الحجاج بن يوسف ، فذكر القبر فما زال يقول : إنه بيت الوحشة وبيت الغربة وإنه لآخر منزل من منازل الدنيا فما زال يقول : حتى بكى وأبكى من حوله ، ثم قال : سمعت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان قال : سمعت مروان يقول في خطبته خطبنا عثمان بن عفان رضى الله عنه فقال في خطبته : ما نظر رسول الله (ص) إلى قبر ولا ذكره إلا بكى ، فقلنا : يا رسول الله! إنّك لتذكر النار وإنك لتذكر الآخرة فلا تبكي ولا تذكر المقابر إلا بكيت؟ فقال : «يا عثمان! لأنّي ما نظرت إلى فظيع إلا والقبر أفظع منه ، إنه لآخر منزل من منازل الدنيا ، من سعد فيه فهو فيما بعده أسعد ، ومن شقي فيه فهو فيما بعده أشقى ، وما من أحد إلا ويعرض فيه مكانه من الجنة والنار على صاحبه بكرة وعشية».
قال : وبه عن أبي سعد قال : حدثنا محمد بن علي بن يحيى بن معاذ السمرقندي قال : أخبرنا عمرو بن محمد الأنصاري قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زكريا قال : حدثنا عبيد الله بن محمد ابن عائشة قال : دخل مرداس بن خذام الأسدي على قتيبة بن مسلم فقال :
أتيتك لا أدلي بقربى ولا يد |
|
إليك سوى أنّي بجودك واثق |
[١٩٣ أ] فإن تولني عرفا أكن لك شاكرا |
|
وإن قلت لي وعدا فإنك صادق |
ولا أجعل الحرمان ذنبا أتيته |
|
إليّ لئن عاقت بذاك العوائق |
فكم من جواد يا ابن مسلم أخلفت |
|
مخايله والراعدات البوارق |
ومن باخل كز اليدين تبعقت |
|
سماء يديه إذ عرته الحقائق |
فأمر له بخمسة آلاف وقال : إذا لا تخلفك مخيّلتنا ، وأتاه رجل فقال : أتيتك في حاجة رفعتها إلى الله قبلك ، فإن يأذن الله في قضائها على يديك حمدتك وإن لم يأذن ولم تعطني عذرتك ، فأمر له بعشرة آلاف درهم.
١١٩٠. قتيبة بن محمد والد أبي السمح
أظنه من أهل سمرقند.
قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو القاسم عبيد الله بن عمر الكشاني رحمهالله قال : أخبرنا الشيخ الإمام
__________________
(١١٩٠) لم نهتد لمصدر ترجمته.