أحمد بن محسن.
وقد كان قنع بأدنى العيش من الدنيا. لم يكن له زوجة ولا خادم ، وكانت له هرّة سماها المليحة وكان يستأنس بها. وكان أصدقاؤه إذا أهدوا إليه طعاما قالوا : هذا [٧١ أ] للمليحة ، فكان يقول : ولصاحبها منه نصيب؟ فإن قالوا : نعم. تناول منه.
مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، ودفن برأس القنطرة في مقبرة أحمد بن محسن الذي كان تعهده في حياته ، فلما مات اشترى له أحمد بن محسن ذلك الموضع ودفنه فيه ، وأوصى أن يدفن إذا مات بجنب قبره. ومات أحمد بن محسن ببخارى وحمل إلى نسف ودفن يوم الجمعة لأربع بقين من رجب سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
قال : أخبرنا القاسمي قال : أخبرنا المستغفري قال : أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن عبد العزيز النسفي قال : حدثنا الشيخ أبو علي أحمد بن إبراهيم السيرواني قال : حدثنا أبو سعيد خلف بن الفضل بن يحيى العبدي قال : حدثنا أبو عبد الله السرخسي قال : حدثنا أحمد بن مصعب المروزي قال : حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان الضّبّي قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق القرشي قال : سمعت النعمان بن سعد يقول : سمعت علي بن أبي طالب رضياللهعنه يقول : سمعت رسول الله (ص) يقول : «اللهم بارك لأمتي في بكورها». ثم أنشأ علي رضى الله عنه وهو يقول :
إصبر على مضض الإدلاج والسهر |
|
وبالغدوّ على الحاجات والبكر |
لا تضجرنّ ولا يحزنك مطلبه |
|
فالصبر يتلف بين العجز والضجر |
إني رأيت وفي الأيام تجربة |
|
للصبر عاقبة محمودة الأثر |
وقلّ من جدّ في شيء يطالبه |
|
فاستصحب الصبر إلّا فاز بالظفر |
٩٥. أبو نصر أحمد بن محتاج بن صدّيق بن روح بن سورة النّسفيّ
سكن سمرقند. روى عن جده أبي أمه حماد بن شاكر جامع البخاري ؛ سمعه منه أهل
__________________
(٩٥) التقييد لابن نقطة ١ / ٢١١ وفيه : أحمد بن محتاج بن روح بن صديق بن بشير النسفي الصيرفي ، ونقل ترجمته عن الإدريسي وقال : إنه ولد في صفر ٢٩٤ ه وتوفي في شعبان أو رمضان ٣٧٥ ه ؛ تكملة الإكمال لابن نقطة ٣ / ٥٧٥ ؛ تبصير المشتبه ٣ / ٨٣٥ ؛ لسان الميزان ١ / ٣٧٨ وقال : إنه يكنى أبا نصير ؛ توضيح المشتبه ٥ / ٤٢١.