٤ ـ مثال آخر من سيرة مولاي إسماعيل
سلطان المغرب في أواخر القرن الحادي عشر
إلى منتصف القرن الثاني عشر
ومن أعظم ذوي الآثار بين ملوك المغرب بل بين ملوك الإسلام ، بل بين ملوك العالم بأسره السلطان المولى إسماعيل ، جد العائلة الشريفة المالكة إلى اليوم في المغرب ، وكان ملكه بعد الثمانين وألف للهجرة ، وهو الذي قلع الإسبانيول والبرتغال من سواحل المغرب ، وقلع الإنكليز من طنجة ، وألف الجيش الدائم المسمى بالبخاري ، وكان مركبا من مئة ألف من العبيد السود ، واستمر حكمه أربعا وستين سنة ، منها سبع سنوات بالنيابة عن أخيه المولى الرشيد ، وسبع وخمسون سنة بالأصالة ، حتى كان جهلة الأعراب يعتقدون أنه لا يموت ، وكان الذين يستبطئون موته يلقبونه بالحي الدائم ، فهو والمستنصر العبيدي الفاطمي ، ولويس الرابع عشر ، وفرانسوا جوزيف من قبيل واحد في طول مدة الحكم ، وكان المغرب في طول مدة حكمه يتمتّع بالأمن الشامل.
قال صاحب «الاستقصا» : لم يبق لأهل الدعارة والفساد محل يأوون إليه ، ويعتصمون به ، ولم تقلّهم أرض ، ولا أظلتهم سماء سائر أيامه.
وعندي كتاب تاريخ للسلطان المولى إسماعيل بالإفرنسية ، نقلت عنه بعض جمل مرّة في إحدى مقالاتي إلى «الشورى» وكان المولى إسماعيل مغرما أيضا بالبناء ، متذكرا قول القائل :