ولا حاجة إلى بيان أنّ وجود مثل هؤلاء في محشر كمحشر الحج هو خطر على الصحة العمومية ، لأنّهم لا يقدرون أن يعتنوا بنظافة أبدانهم ، ولا أن يغسلوا بالصابون ، ولا يملكون أسباب النظافة.
وقد فقد الحجاز بعد الحرب الكبرى موارد رزق عظيمة ، كانت تنصبّ إليه ، منها الصرة العثمانية ، ومنها الحج التركي ، الذي منعته [حكومة] أنقرة ، ومنها الصرة المصرية ، وصدقات الحبوب التي كانت ترسل من مصر ، فهذه كان يرتفق بها أهل الحجاز ، ويعيش بها فقراء الحجاج ، وأين هي الآن؟ فلا جرم أنّ الحجاز أصبح لا يتحمّل من الفقراء ما كان يتحمله في الأول.
اقتسام المطوّفين والمزوّرين لحجّاج الأقطار
لقد قسم المطوّفون والمزوّرون العالم الإسلامي فيما بينهم مقاطعات ، أشبه بما كانت عليه الممالك في الماضي ، فبلاد العرب لها مطوفون ، وبلاد الترك لها مطوفون ، وبلاد الفرس لها مطوفون ، وبلاد الأفغان لها مطوفون ، وبلاد الهند لها مطوفون ، وبلاد جاوة لها مطوفون. وهلم جرا ، وكذلك لكلّ من هذه مزوّرون.
وكلّ من هذه البلدان الكبار تنقسم أيضا بين المطوفين والمزورين إلى دوائر أشبه بالولايات ، التي تنقسم إلى متصرفيات ، وهذه تنقسم إلى أقضية كعهد الدولة العثمانية.
فمصر مثلا يتقاسمها مطوفون متعددون : أناس لهم القاهرة ، وأناس لهم الإسكندرية ، وأناس لهم دمياط والشرقية ، وأناس لهم المنيا وبني سويف والفيوم وهمل جرا.
والمغرب أيضا دوائر ، فمصراطة لها مطوفون ، وبني غازي لها مطوفون ، والقيروان لها مطوفون ، ووادي ميزاب له مطوفون ، ولكلّ من