يغيّرها. قيل : وما المثناة؟ قال : ما استكتب من غير كتاب الله (١) كأنّهم جعلوا كتاب الله مبدأ ، وهذا مثنى : فأنت ترى أنّه لا هذا ولا هذا فيه شيء من ملابسة معنى بستان أو جنة ، أو واد ذي زرع.
وأما قولهم مثاني الوادي ، بمعنى معاطفه وأحنائه ، فهو جمع ثني ـ بكسر فسكون ـ لا جمع مثناة.
قال في «لسان العرب» : وفي «الصحاح» في تفسير المثناة قال : هي التي تسمى بالفارسية دوبيتي ، وهو الغناء (٢) وهذا أبعد عن ذلك المعنى أيضا.
وقد جاءت معان كثيرة للمثنى بالتذكير ، وكلّها أيضا بعيدة عن هذا المعنى.
وعلى كلّ حال ، فلسنا هنا في المثنى بفتح فسكون ، وإنما نحن في المثناة ، ولم يبق إلا أن نردّها إلى اسم مكان من فعل ثنى بمعنى عطف أو حنا ، كأن تكون بمعنى منحنى الوادي.
أو أن نردّها إلى اسم مكان من ثنّى بمعنى صيره ثانيا ، لأنّ النهر شق المزرعة نصفين اثنين.
__________________
(١) التحقيق أنّ المثناة هذه تعريب المشنا أو المشنة بالعبرية ، وهي الشريعة التي وضعها اليهود بعد السبي باجتهادهم أو ابتعادهم ، ويليها الجمارة ، وهي الشريعة الشفوية لهم ، والتقاليد العملية ، وهما أصل «التلمود» وفسرّها في «القاموس» : بقوله : كتاب فيه أخبار بني إسرائيل أحلّوا فيه وحرّموا ما شاؤوا.
(٢) دو بيتي في الفارسية معناه بيتان ، لا الغناء ، فإنّ (دو) اسم لعدد الإثنين ، قال شارح «القاموس» بعد ما تقدّم آنفا : وقوله : دو بيت بالفارسية ترجمة الإثنين ، والياء في بيتي للوحدة ، أو للنسبة ، وهو الذي يعرف في العجم بالمثنوي ، كأنّه نسبة إلى المثناة هذه.