أو أن يكون أصلها من الثناية بمعنى الفلاحة والزراعة ، ولكن الثناية بمعنى الفلاحة والزراعة لم يرد منها اسم مكان ، ثم إنها لم ترد بهذا المعنى إلا عند ابن الأثير في تفسير حديث قتادة : كان حميد بن هلال من العلماء ، فأضرّت به التناوة أو التناية.
والعامة عندنا في جبل لبنان تستعمل التناية بمعنى الفلاحة أيضا ، لكن لا مطلقا ، بل يقولون : تناية للوجه الثاني من حرث الأرض ، والأظهر أنّ أصل المثناة بالثاء لا بالتاء.
بقى علينا وجه تأويل آخر ، وهو أن تكون من (تنأ) أقام ، وقد سهّلوا الهمزة فصارت (تنا) ، وجاء منها اسم مكان (المتناة) أي محل الإقامة ـ ولعمري لنعم محلّ الإقامة هي ـ ثم إنّ العامة حرفتها من التاء إلى الثاء ، فهاذا كلّ ما يخطر لي من جهة هذه اللفظة.
ثم إني لما عزمت على الكتابة عن الطائف ـ وكان بلغني أنّ في المكتبة التيمورية بمصر بعض تآليف عن الطائف ووجّ ـ كتبت إلى ذلك العالم الفاضل الكبير ، الذي من أيّ الجهات اعتبرته فهو أمير ، أحمد باشا تيمور ، قدس الله روحه ، ونوّر ضريحه ، أرجو منه إذا كانت عنده كتب في هذا الموضوع أن يأمر لي باستنساخها على نفقتي ، فكان منه أنّه لم يمض على رجائي هذا خمسة عشر يوما حتى جاءني منه (٤) تآليف في هذا البحث ، مصورة بالفوتوغرافية بالمطبعة السلفية الشهيرة ، ومجلة تجليدا مذهبا ، وهذه الكتب هي :
١ ـ «إهداء اللطائف ، من أخبار الطائف» تأليف الشيخ حسن بن الشيخ علي العجيمي المكي الحنفي ، من علماء أواخر القرن الحادي عشر.
٢ ـ و «تحفة اللطائف ، في فضائل الحبر ابن عباس ووجّ والطائف» للشيخ محمد جار الله بن عبد العزيز بن عمر بن محمد ، الشهير بابن فهد ، المتوفى سنة (٩٢٢).