مسجد ابن عباس بالطائف وقبره
وبعض ترجمته رضياللهعنهما
أهم أثر في الطائف هو مسجد عبد الله بن عباس رضياللهعنهما ، وهو على طرف البلدة إلى جهة وجّ ، وليس من بعده إلى وجّ عمارة.
وقد أنزلتني إمارة الطائف في دار شاهقة ، كانت تخصّ أحد أمراء الأكراد ، ممن نفي إلى الطائف في أيام السلطان عبد الحميد الثاني العثماني ، وهي لا تبعد عن المسجد العباسيّ أكثر من مئة وخمسين ذراعا ، وأمام هذه الدار باحة كبيرة عمومية ، تصل إلى مدخل المسجد العباسي ، وإلى باب السور الذي بجانبه.
وتكثر طبقات الدور بالطائف كما بمكة ، وكما بالمدينة ، وكما بجدة ، فقد كنت أسكن في الطبقة الرابعة من الدار ، وكثيرا ما كنّا نسمر على السطح الأعلى لها ، أنا وإخواني فوزي بك القاوقجي ، والدكتور خيري القباني ، وغيرهما ، لكنّنا كثيرا ما كنّا نشتمل بالأكسية الثقيلة على ذلك السطح خشية البرد ، وكنّا نضع كيزان الماء على السطح ، فلا يمضي على ذلك ساعة حتى ينقلب الماء كأنّه ثلج مذاب.
والمسجد العباسيّ كبير ، رحب الفناء ، قيل لي : إنّه وسّع في زمن السلطان عبد المجيد العثماني ، فهو يسع (١٥) ألف مصلّ فيما قدرت ، ولمّا أقبل الصيف صرت أرى الناس فيه تزدحم ، لكثرة الخلق الذين يصعدون إلى الطائف من مكة ، وفي بعض الجمع كان يغصّ بالناس ، وقد كان يؤم فيه قاضي الطائف ، وهو رجل حضرمي من أهل الفضل ،