[ترجمة عبد الله بن عباس رضياللهعنهما]
هذا وقد توفّي عبد الله بن عباس بالطائف سنة ثمان وستين ، وقيل : سنة سبعين ، وسنّه إحدى وسبعون سنة ، وقبل : اثنتان وسبعون ، وقيل أكثر. وصلّى عليه محمد بن الحنفية ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضياللهعنه. ودفن ابن عباس في الطائف بالمكان الذي فيه المسجد اليوم ، ودفن ابن الحنفية في الطائف أيضا على أصحّ الأقوال ، وكانت وفاته بعد ابن عباس باثنتي عشرة سنة ، وكانت أمّ عبد الله بن عباس أمّ الفضل لبابة بنت الحارث ، بن حزن ، بن بجير ، بن الهزم ، بن رويبة ، بن عبد الله ، بن هلال ، بن عامر ، بن صعصعة (١) ، وهي التي قيل فيها (٢) :
ما ولدت نجيبة من فحل |
|
بجبل نعلمه أو سهل |
كستة من بطن أمّ الفضل |
|
أكرم بها من كهلة وكهل |
فإنّ أولادها كانوا بأجمعهم أبطالا مجاهدين ، وقيل : إنه ما رؤيت قبور أخوة أشدّ تباعدا بعضها من بعض من قبور ستة من بني العباس ، مع كونهم ولدوا في دار واحدة ، وذلك أنّ الفضل استشهد في وقعة أجنادين بفلسطين ، وقيل بطاعون عمواس ، ومعبد وعبد الرحمن استشهدا بأفريقية ، وقيل : إنّ معبدا مات شهيدا بأفريقية ، وعبد الرحمن
__________________
(١) [انظر نسبها في «أنساب الأشراف» للبلاذري [٣ : ٥]].
(٢) [القائل هو عبد الله بن بريد الهلالي : انظر «الاستيعاب» (٤ : ٢٩٩)].