عرض الطائف الجغرافي وسبب تأسيسه
والطائف في الإقليم الثاني ، وعرضها إحدى وعشرون درجة ، كما في «معجم البلدان» ، والأظهر في تسميتها بالطائف أنّه من الحائط المحدق بها ، ومنه قول أبي طالب بن عبد المطلب.
نحن بنينا طائفا حصينا
قال ياقوت : وهي مع هذا الاسم الفخم بليدة صغيرة على طرف واد ، هي محلتان إحداهما عن هذا الجانب يقال لها طائف ثقيف ، والأخرى على هذا الجانب يقال لها : الوهط ، والوادي بين ذلك تجري فيه مياه المدابغ ، التي يدبغ فيها الأديم ، تصرع الطيور رائحتها إذا مرّت بها ، وبيوتها لاطئة حرجة ، وفي أكنافها كروم على جوانب ذلك الجبل ، فيها من العنب العذب ما لا يوجد مثله في بلد من البلدان ، وأما زبيبها فيضرب بحسنه المثل ، وهي طيبة الهواء شامية ، ربما جمد فيها الماء في الشتاء ، وفواكه أهل مكة منها ، والجبل الذي هي عليه يقال له غزوان.
ونقل عن عرام أنّ الطائف ذات مزارع ، ونخل ، وأعناب ، وموز ، وسائر الفواكه ، وبها مياه جارية ، وأودية تنصبّ منها إلى تبالة ، وجلّ أهل الطائف ثقيف وحمير ، وقوم من قريش ، وهي على ظهر جبل غزوان ، وبغزوان قبائل هذيل. ا ه.
قلت : يظهر أنّ هذا وصف من لم يشاهد الطائف ، لأنّه لو شاهدها لعرف أنّه ليس بها نخيل ولا موز ، إلا إذا كان يعني بالطائف جميع