عنه : هو معدن غزير ، ولا بأس بتبره ، ثم ذكر معدن عشم (محركة) أيضا (١).
ولقد كان الملك حسين بن علي في أثناء ولايته انتدب بعض متخصصين في الزراعة وفي علم طبقات الأرض للبحث في أراضي الحجاز ، وإبداء آرائهم فيما يمكن عمله لاستثمارها ، فجالوا في الأراضي ، ونظروا ، ودققوا ، ورفعوا لجلالته تقريرا نشر الخير الزركلي خلاصته في كتابه «ما رأيت وما سمعت» (٢) ومنه يظهر أنّ أراضي المنطقة الطائفية صالحة جدا للزراعة ، وأنّه ينبت فيها أكثر الأشياء النافعة : كالشوندر ، والبطاطا ، والتبغ ، والقنب ، والسمسم ، والأرز ، والقطن ، والورد ، وغيرها. فأما عن تشكّلات الأرض الجيولوجية ، فقد قررت البعثة الفنية المذكورة مايلي ، نأثره بحرفه :
تقرير علمي فني في صفة أراضي الحجاز وصخورها
الأراضي التي في منطقة الطائف هي من أقدم طبقات الأراضي الجيولوجية ، جميعها من الصخور الاندفاعية الصلبة ، وهي لا تمتصّ المياه ، ولذلك يقلّ وجود الماء في الجبال ، إذ تتسرّب عنها ، وترسب في الأودية.
وهذه الصخور مركبة من غنايس رمادي اللون ، فيه ذرات سوداء ، ويتركب من ميكا وكوراتس وفلدسبات ، ثم تليه طبقة صخور الغرانيت ، وهو على الغالب أحمر اللون ، فيه حبيبات رمادية لماعة ، وتركيبه كتركيب الغنايس ، وتليه طبقة صخور البازالت هو صخر بركاني كحلي أو أسود اللون ، مثقّب كالإسفنج ، وقد تتغير هيئة الصخور في منطقة الطائف ، ويكثر فيها صخر الميكاشيست ، وهو صخر أسود اللون ،
__________________
(١) «صفة جزيرة العرب» (٢٥٩).
(٢) [رأيت وما سمعت ص (٨٠)].