بك حمدي رئيس الدائرة الصحية الحجازية ، وفؤاد بك حمزة مستشار الخارجية ، وفوزي بك القاوقجي قائد القوة النظامية الحجازية ، والسيد الطيب الهزاز من رجال المعيّة الملوكية ، ورشدي بك ملحس محرر جريدة «أم القرى» فبتنا ليلة في الوهط وليلة في الوهيط ، ثم أصبحنا قاصدين شقرا ، صاعدين إليها في عقاب ، فبلغناها بعد مسير ساعتين من الوهيط ، ومررنا في طريقنا بخربة ذات جبانة متسعة ، يستدل منها على أنّ القرية كانت ذات شأن ، وفي تلك الأودية سدر كثير ، وطلح ، وأشجار غيرها ، وفي الجبال عرعر كثير.
وأما شقرا ففي واد لطيف ، عن جانبيه البساتين ، تسقيها النواعير أو السواني ، وهي حارتان ، شقرا العليا ، وشقرا السفلى ، وقد كان نزولنا عند مختار شقرا السفلى ، وشعرنا من النشاط ورقة الهواء في شقرا ما لم نعهده لا في الطائف ولا في مكان آخر ، ولغة أهل تلك الديار فصيحة ، سمعتهم يقولون : خصر الماء ، أي برد ، فخطر ببالي قول شاعر قريش في الحجاز عمر بن أبي ربيعة :
رأت رجلا أما إذا الشّمس عارضت |
|
فيضحى ، وأمّا بالعشيّ فيخصر |
ومن شقرا صعدنا عقابا أوعر وأعلى من التي توقلنا فيها بين الوهيط وشقرا ، ثم انحدرنا من رأس العقبة إلى واد هو مبدأ وادي ليّة الشهير ، وكنا كلما تقدّمنا في السير رأينا الحراج تزداد ، ولا سيما العرعر والعفص ، ومن ذلك الوادي عدنا إلى التصعيد ، فوصلنا إلى قرية صغيرة اسمها مسيمير ، فبتنا فيها ، وشممنا هواء عاطرا ، وشربنا ماء خاصرا (١) ، وشاهدنا منظرا ناضرا.
قرية الفرع وموقعها من أفضل مصايف الدنيا
ومن مسيمير تسلقنا في عقبة أوعر من كلّ ما مضى ، أخذت أكثر من
__________________
(١) خصر الماء وغيره فهو خصر (كتعب فهو تعب) أي برد.