صفة قتل مدحت باشا ومحمود باشا الداماد
ولما زرت القلعة جلسنا في الغرفة التي كان يسكن بها مدحت باشا أبو الدستور العثماني (١) ، والتي قتل فيها ، وأمامها غرفة كان يسكن فيها محمود باشا الداماد ، وهناك غرفة ثالثة كان يسكن فيها خير الله أفندي شيخ الإسلام ، هؤلاء الثلاثة الذين نفاهم السلطان عبد الحميد إلى الطائف من أجل خلع عمه السلطان عبد العزيز.
ولقد استقصيت من تحسين بك المذكور ، ومن الشيخ محمد بكر كمال رئيس بلدية الطائف ، ومن غيره من المعمّرين فيها عما يعلمونه من كيفية قتل مدحت ومحمود الداماد ، فقيل لي ما خلاصته : جعلوا إقامتهم من البداية في القلعة ، لكن مع الترفيه والاعتناء ، وكان لهم طاه خاص يصلح لهم طعامهم ، لكن بعد أن مضت على ذلك مدة ، شرعوا بالتضييق عليهم ، وأبوا أن يطعموهم إلا من غذاء العسكر ، وبعد عدة سنوات من حبسهم بالقلعة ، وفي أيام الوالي المشير عثمان نوري باشا ، قرروا قتل مدحت باشا ومحمود باشا الداماد ، وكان مدحت في الغرفة التي جلسنا فيها ، وهي محل استقبال الزائرين اليوم ، فدخل عليه ملازم تركي اسمه إسماعيل ، قيل لي يوم كنت بالطائف صيف سنة (١٣٤٧)
__________________
(١) [انظر ترجمته في كتاب «علماء كما عرفتهم» للشيخ محمد سعيد الباني ص (٢٠٥) وهو من جمعي وتحقيقي ، نشر دار القادري بدمشق].