إن المعنى الحرفي عبارة عن النسبة الخاصة الموجودة في مورد تحقّقها ، فالحروف والهيئات موضوعة للروابط والنسب الخاصة الموجودة في أنحاء المنسوبات المختلفة والمرتبطة المختلفة (١).
توضيحه : إن الوجود ينقسم إلى :
١ ـ الوجود الجامع لجميع النفسيّات ، وهو الله عزّ وجلّ ، فإنهم يقولون بأنّه وجود في نفسه بنفسه لنفسه.
٢ ـ الوجود في نفسه لنفسه بغيره ، وهو الجوهر.
٣ ـ الوجود في غيره لغيره بغيره ، وهو العرض.
وفي مقابلها : الوجود الذي لا نفسيّة له أصلاً ، وجميع أنحاء النفسيّات مسلوبة عنه ، بل نفسيّته بالطرفين ووجوده في الغير ، وهذا الوجود غير محمول على شيء من الماهيّات ، وإنما هو وجود شيء لشيء ، بخلاف وجود الجوهر ، ووجود العرض ، فإنه وجود محمولي ، نقول : العقل موجود ، القيام موجود ، أما مفاد كان الناقصة : كزيد كان قائماً ، فإنه وجود غير قابل للحمل على موضوع ، إنه ليس بكون شيء ، بل هو كون شيء ـ أي القيام ـ لشيء وهو زيد ، فهو كون رابط ، ووجود قائم بوجودين.
وعلى الجملة ، ففي الوجودات الخارجيّة وجود شيء ، وجود شيء لشيء ، والأوّل وجود محمولي دون الثاني.
وكذلك الحال في المعاني ، فإن هناك معنىً قائماً بنفسه ، ومعنى غير قائم بنفسه بل ذاته التعلّق بالغير والقيام بالطرفين ، وهذا القسم هو حقيقة
__________________
(١) نهاية الدراية ١ / ٥١ ط مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام.