وقد يمكن رفع هذا التناقض والتهافت بأنْ يقال :
إنّ قولهم بعدم وجود الوجود الرابط في الخارج ، ناظرٌ إلى غير الأعراض النسبيّة ، كما بين الجدار والبياض ، فإنه لا نسبة بين ذاك الجوهر وهذا العرض ، إلاّ أنه في الاعتبار يربط بينهما ويقال : الجدار أبيض ، أي : كائن له البياض ، أمّا في الخارج فالوجود واحد ، إذ الوجود الذي هو وجود البياض هو وجود للجدار أيضاً.
وقولهم بالوجود الخارجي للنسبة بالوجود الرابط ، يقصدون منه الأعراض النسبيّة ، حيث أن النسبة مقوّمة للعرض ، وإذا كان العرض موجوداً خارجاً استحال أنْ لا تكون النسبة موجودةً خارجاً.
وليرجع إلى كلام صاحب (الأسفار) بضميمة كلام ملاّ إسماعيل في (حاشية الشوارق).
أفاد شيخنا الاستاذ بعد ردّ ما ذكره عن (المحاضرات) بأنّ نظريّة المحقق الأصفهاني هي أحسن ما قيل في المقام.
ثم ذكر تأمّلاً فيه فقال : إذا كان الموضوع له الحرف هو حقيقة النسبة ، فكلّ نسبة جزئية هي موضوع له الحرف ، وكان هناك معنىً اسمي تفهم تلك الجزئيّات بواسطته ، فكيف يمكن وجود جامعٍ بين حيثيّات متباينة؟
وأيضاً : إذا كان الموضوع له «في» ـ مثلاً ـ حقيقة النسبة ، وأن الذي يدخل الذهن من هذا اللّفظ معنى واحد في أيّ استعمال ، والاختلاف إنما هو من ناحية الطرفين ، كما نقول : زيد في الدار ، وعمرو في المدرسة ، فما معنى قولهم : الموضوع له واقع كلّ نسبةٍ نسبةٍ منفردةً؟