ثمرة البَحث
وأمّا ثمرة البحث عن المعنى الحرفي وكيفيّة الوضع في الحروف :
تقوّم مفهوم الشرط بكليّة المعنى في مفاد الهيئات والحروف.
وتوضيح ذلك : إن مفهوم الشرط أهم المفاهيم المعتمدة في الفقه ، وإنما يتحقق هذا المفهوم ـ كما سيجيء في محلّه ـ بانتفاء سنخ الحكم عند انتفاء الشرط ، لأن الذي يتوقف على الجعل هو انتفاء سنخ الحكم ، وأمّا شخص الحكم فانتفاؤه بانتفاء موضوعه غير محتاجٍ إلى الجعل.
فإن قلنا بكون معاني الحروف جزئيةً وشخصيّة ، كان معنى الهيئة في «أكرمه» شخصيّاً ، وانتفاء هذا الشخص بانتفاء «مجيء زيد» عقلي. وإنْ قلنا بأن معاني الحروف ـ وكذا الهيئات ـ كليّة ، وإنْ كان لها وحدة سنخيّة ، تحقّق المفهوم للجملة الشرطيّة.
في رجوع القيد إلى المادّة أو الهيئة؟
إنه إن كان المعنى الحرفي هو الطبيعي كما قاله صاحب (الكفاية) ، فالأمر في باب رجوع القيد إلى الهيئة سهل ، لأنّ المعنى الحرفي حينئذٍ يقبل الإطلاق والتقييد ، فيرجع القيد في الواجب المشروط إلى مفاد الهيئة.
وأمّا بناءً على جزئية المعنى الحرفي وشخصيّته ، فيشكل الأمر ، لأن الجزئي غير قابل للتقييد ، ومع عدم حلّ هذه المشكلة لا مناص من الالتزام