هل يوجد فرق جوهري بين الجملة الإنشائيّة والجملة الإخباريّة ، أو لا؟
فيه قولان ، قال صاحب (الكفاية) بالثاني.
قال : لا يبعد أن يكون الاختلاف بين الخبر والإنشاء من قبيل الاختلاف بين الاسم والحرف ، فكما أن الموضوع له والمستعمل فيه في الاسم والحرف واحد ، والتفاوت هو بكيفية الاستعمال من جهة اللحاظ الآلي والاستقلالي ، كذلك الإنشاء والإخبار ، وقد قيّد الواضع واشترط على المستعمل أنه متى كان الداعي للاستعمال هو الحكاية ، فيأتي بالجملة الخبرية ، ومتى كان الداعي للاستعمال هو الإنشاء ، فإنه يستعمل الجملة الإنشائية ، فلا اختلاف جوهري ، بل الاختلاف هو باختلاف دواعي الاستعمال.
توضيحه :
إنه لا يخفى أنّ الجملة على ثلاث أقسام ، فمنها : الجملة المتمحّضة في الخبرية ، كقولك : قمتُ. ومنها : الجملة المتمحّضة بالإنشائية ، كقولك : قم ، لا تقم ، ومنها : الجملة المشتركة بينهما ، كصيغ العقود والإيقاعات ، مثل : أنت حر ، وبعت ، وكذا مثل : أطلب منك القيام ، فإنّ هذه الجملة تصلح لأن تكون إخباراً ، ولأنْ تكون إنشاءً.