يتبع علله التكوينيّة المعيّنة ، ففي كلتا الجملتين يتحقق إيجادٌ للمعنى بوجود اللّفظ لا بسببيّة اللّفظ ، فوجود اللّفظ وجود جعلي عرضي للمعنى.
وتختلف الإخبارية عن الإنشائية في إضافة جهة الحكاية في الاولى دون الثانية ، فإذا وجد المعنى بالوجود اللّفظي ـ من غير تسبّب للّفظ ـ ولم يكن في البين حكاية فهو إنشاء ، وإنْ كان هناك حكاية فهو إخبار ، ويكون التقابل بينهما تارةً : تقابل العدم والملكة ، كما في هيئة «بعت» فإنّها قابلة لأن تكون إخباراً فإنْ لم تكن فهي إنشاء. واخرى : تقابل السلب والإيجاب مثل «اضرب» و «أطلب منك الضرب» خبراً ، حيث أنّ «اضرب» غير قابلة لإفادة معنى «أطلب منك الضرب» إخباراً ، لكنّ هذه الجملة تفيد مفاد «اضرب» إن قصد بها الإنشاء.
فبطل قول المشهور في حقيقة الإنشاء من أنه إيجاد للمعنى بسبب اللّفظ ، وأنه لا بدّ عند إجراء صيغة النكاح مثلاً من قصد إيجاد علقة الزوجيّة ، وذلك : لأن هذه العلقة ليست معلولة للّفظ ، بل تتحقّق بالاعتبار فقط.
وبطل قول المحقق الخراساني من أن للطلب وجوداً إنشائياً يتحقق بصيغة افعل مثلاً. وذلك : لأن اللّفظ لا عليّة له لوجود المعنى ، في أيّ وعاءٍ وعالم من العوالم.
وأورد عليه شيخنا الاستاذ دام بقاه في كلتا الدورتين :
أولاً : إن هذا الذي ذكره يتناسب مع مبنى أهل المعقول في حقيقة الوضع ، وهو : كون الألفاظ وجودات للمعاني ، ولا يناسب مبنى المحقق الأصفهاني من أن حقيقة الوضع هو جعل اللّفظ على المعنى ووضعه عليه في