حقيقي ، وعلى ما تتلبّس في المستقبل مجازي ، وإنما الخلاف في الذات التي انقضى عنها التلبّس بالمبدإ.
وخالف الشيخ هادي الطهراني في (محجة العلماء) فقال : بأن هذا البحث عقليّ وليس لغويّاً ، لاتّفاق الأخصّي والأعمّي في مفهوم المشتق ، وإنما الاختلاف في كيفية الحمل ، فالأخصّي يراه من قبيل حمل هو هو ، والأعمّي يراه من قبيل حمل ذو هو ، الذي يكفي في صحّته وقوع التلبّس بالمبدإ بنحو الموجبة الجزئيّة.
لكنّ البحث عند الاصوليين ـ كما أشرنا ـ إنما هو في أنّ الموضوع له هيئة «فاعلٌ» ـ مثلاً ـ عبارة عن خصوص الحصّة المتلبّسة بالفعل بالمبدإ ، أو أن الموضوع له هو الجامع بين المتلبّس ومن انقضى عنه التلبّس ... وهذا بحثٌ لغوي.
هذا ، ويرد عليه ـ كما ذكر المحقق الأصفهاني أيضاً (١) أن كلامه يخالف اصطلاح المناطقة كذلك ، فإنّ الحمل الهوهو عندهم لا يختص بالجوامد مثل : «الجدار جسم» ، بل الحمل في مثل «الجدار أبيض» ونحوه من قبيل الهوهو ، بلا فرق.
ثم إن الخلاف بين الأخصّي والأعمّي كبروي وليس بصغروي ، يقول الأخصّي : بأنّ صحّة إطلاق المشتق تدور مدار اتّصاف الذات وتلبّسها بالمبدإ في ظرف الإطلاق ، بخلاف الأعمّي القائل بعدم لزوم ذلك ، وأنه يكفي في
__________________
(١) نهاية الدراية ١ / ١٧٠ ط مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام.