وتنظّر الاستاذ دام بقاه في هذا الكلام : بأنّه ناشئ من الخلط بين الحمل الحقيقي الفلسفي والحمل الحقيقي العرفي ، فما ذكره يتم بالنظر الفلسفي ، لأنّهم يقولون بمجازيّة : الجدار أبيض ، لأن الحمل الحقيقي عندهم هو : البياض أبيض ، لكنّ البحث في المشتق يدور مدار النظر العرفي وقولنا : الجدار أبيض ، حقيقة عرفيّة بلا ريب.
وأمّا لزوم الترجيح بلا مرجّح ، أو حمل كلّ شيء على كلّ شيء ، ففيه : إنه إنما يلزم ذلك لو لم يكن التلبّس بالمبدإ في وقتٍ من الأوقات كافياً للحمل وتحقّق المصداقيّة ، والحال أنّ هناك فرقاً بين من اتّصف به كذلك وبين من لم يتّصف أصلاً ، فلا ترجيح بلا مرجّح.
وأمّا قوله بضرورة وجود العنوان الانتزاعي بناءً على القول بالأعم ، ففيه :
أوّلاً : إن اتّصاف الذات بالمبدإ وتلبّسها به في وقتٍ من الأوقات ، ليس عنواناً انتزاعيّاً ، بل هو عنوان واقعي ، فقد صدر منه الضرب مثلاً سابقاً حقيقةً ، وليس في البين اعتبار من أحدٍ ـ ليدور الاتّصاف به مداره ـ أصلاً.
وثانياً : إن الملاك في الصّدق هو الصدق العرفي كما تقدّم ، ولفظة «القائم» في الفارسيّة ترادف «ايستاده» وليس مفهومها هو الاتصاف بالقيام في وقتٍ من الأوقات.
وتلخّص :
١ ـ إنّ البحث لغوي ، وليس بعقلي.
٢ ـ إنّ البحث كبروي ، وليس بصغروي.