له هو الأعم من المتلبّس وما انقضى عنه ـ إلاّ أنّ هذا المفهوم العام ليس له إلاّ مصداق واحد ، نظير لفظ «واجب الوجود» فهو غير موضوع للشخص ، بل الموضوع له هو الموجود المستغني عن الغير ، لكنْ ليس له في الخارج إلاّ مصداق واحد. ونظير لفظ «الله» بناءً على أنه موضوع لمفهوم المعبود بالحق وليس علماً للذات المقدسة ، ولكنّ المصداق واحد.
قاله المحقق الخراساني في (الكفاية).
فقال الاستاذ :
إنّه واضح الضعف ، أمّا أوّلاً : فلأن لفظ «الواجب» معناه الثابت ، وهو مطلق ، وقد اضيف إلى «الوجود» في «واجب الوجود» فكان معناه : الوجود المستغني عن الغير ، فليس لهيئة الإضافة هذه وضع على حده ، للدلالة على المعنى المذكور ، ولفظ «الله» لا يتأتّى فيه بحث المشتق ، وكأنه اختلط عليه هذا اللّفظ بلفظ «الإله» ويشهد بذلك التدبّر في كلمة «لا إله إلاّ الله».
وأمّا ثانياً : فإن الغرض من الوضع هو التفهيم ، فلو سلّمنا أن للفظ «واجب الوجود» وضعاً على حدة ، غير وضع لفظة «الواجب» ولفظة «الوجود» ، كان جائزاً تعلّقُ غرض الواضع لأن يفهم بهذا اللّفظ ـ وكذا لفظ «الجلالة» ـ مفهوماً عامّاً ، وإنْ ثبت بالبرهان العقلي أنْ لا مصداق له إلاّ الذات المقدّسة ، ولكنّ وضع «مفعل» للزمان الأعم الجامع بين المتلبّس وما انقضى عنه التلبّس لغو محض ، ولا يترتب عليه أيّ أثرٍ عقلائي.
فهذا الوجه لا يرجع إلى محصَّل.
إنه كما أن «الشهر» و «السنة» وكذا «السبت» و «الأحد» ونحوها