نعم ، لازم ذلك في الماديّات مثل «وجد زيد» ، و «يوجد زيد» هو الخروج من القوة إلى الفعل ، ومن العدم إلى الوجود ، وهذا لا ينافي ما ذكرناه في المفهوم الموضوع له الهيئة.
كما أنّ «الاقتران» بالزمان أمرٌ ، وكون الزمان دخيلاً في المعنى أمرٌ آخر ، وقد جاء في كلام ابن الحاجب ونجم الأئمة الرضي الأسترآبادي وغيرهما أن الفعل كلمة مدلولها الحدث المقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، وهكذا جاء في كلام ابن هشام ، إلاّ أنّه خالف فقال كبعضهم في (شذور الذهب) (١) بدلالة الفعل على الزمان ، ولذا ورد الإشكال.
والحاصل : إن الوقوع في الزمان والاقتران به في الوجود يعتبر قيداً للمفهوم وليس جزءاً له ، فصحّ إطلاق الهيئة في الزمانيّات ، وفي المجرّدات ، وبالنسبة إلى الباري سبحانه وتعالى ، فتدبّر.
قد عرفت موضع النزاع في بحث المشتق ، وأنه بحثٌ هيوي وليس بمادّي ، فلا دخل لاختلاف المواد فيه ، من كون المبدا أمراً فعليّاً ، أو أمراً شأنيّاً ، أو ملكةً من الملكات ، أو حرفةً من الحرف.
ففي مثل «القيام» يكون التلبّس هو التلبّس الفعلي بالمبدإ ، فإذا انقضت الفعليّة فقد انقضى عنه المبدا.
وفي مثل «المجتهد» يتحقق التلبّس بتحقق الملكة ، ويكون انقضاؤه بانقضاءِ الملكة ، ولذا يصح إطلاق المجتهد على صاحب الملكة وإن كان في حال النوم مثلاً.
__________________
(١) شرح الكافية : ٢١٨ ط القديمة.