مداليل للألفاظ.
والحاصل : إن الحمل يعطينا نتيجةً عقليّةً لا لغويّة ووضعيّة.
وعليه ، يسقط هذا الوجه من الأساس.
وهذا الوجه ذكره صاحب (الكفاية) كتتمّة للوجه الثاني ، ثم قال : «وقد يقرَّر هذا وجهاً على حده ويقال : لا ريب في مضادّة الصّفات المتقابلة المأخوذة من المبادي المتضادّة على ما ارتكز لها من المعاني ، فلو كان المشتق حقيقةً في الأعمّ ، لما كان بينها مضادّة بل مخالفة ، لتصادقها فيما انقضى عنه المبدا وتلبَّس بالمبدإ الآخر. فزيد الذي كان قائماً ثم قعد يصدق عليه الآن عنوان «القاعد» ، فلو كان المشتق حقيقةً في الأعم لصدق عليه الآن عنوان «القائم» أيضاً ، وكونه قائماً وقاعداً في الآن الواحد اجتماعٌ للضدّين ارتكازاً ، فهذا التضادّ الارتكازي يكشف عن أن صدق المشتق على من انقضى عنه التلبس مجاز وليس بحقيقةٍ.
وفيه :
إن غاية ما يدلّ عليه هذا الوجه وقوع التضادّ على أثر تبادر خصوص المتلبّس من المشتق ، ولو لا تبادره منه لما وقع ، فلا يكون هذا الوجه دليلاً على حدة ، وإنما يتفرّع على الوجه الأوّل.
هذه هي الوجوه التي احتجّ بها صاحب (الكفاية) وغيره من القائلين بالقول الأوّل ، وعمدتها هو الوجه الأوّل ، وقد عرفت اندفاع الشبهات عنه ، فالقول الأوّل هو المختار.