الأعلام ، وكذا في الموادّ شخصيٌّ ، أمّا في الهيئات ـ كهيئة فاعل مثلاً ـ فهو نوعي ، فإنّ هذه الهيئة موضوعة لكلّ من قام به الفعل وصدر عنه.
فوقع الإشكال في المواد ، وأنّه كيف يكون الوضع فيها شخصيّاً؟ لأنّه إنْ كانت المادّة موضوعة لكلّ من يقوم المعنى به فيكون الوضع شخصيّاً ، لزم أنْ يكون الوضع في الهيئات ـ كضارب ومضروب مثلاً ـ كذلك ، لأنها موضوعة لذلك أيضاً ، مع أنْ الوضع فيها نوعي لا شخصي.
توضيحه : إنهم قالوا في المادّة بأنّ وضعها شخصي ، يعني : كما أن لفظ «زيد» موضوع لهذه الذات ، كذلك المادة ، كمادّة الضرب ونحوها. وليس المراد من الشخص هنا هو الفرد ، بل المراد نفس المادة ولو بطبيعتها ، في ضمن أيّ هيئَةٍ كانت ، فهذه الخصوصيّة أينما وجدت فهي موضوعة لهذا الحدث. وقالوا في الهيئات مثل هيئة الفاعل والمفعول وغيرهما بأن الوضع نوعي ، والمراد من ذلك أنّ الواضع عند ما يجد هيئة «ضارب» مندكّة في مادة «الضرب» فمن هذه الهيئة المندكّة في المادّة ينتقل إلى عنوانٍ انتزاعي يكون هو الموضوع من قبل الواضع عند لحاظ الهيئات ، فهو يلحظ هيئة ضارب فينتقل إلى عنوانٍ كلّي هو : كلّ ما كان على زنة الفاعل فهو موضوع لهذه النسبة ، ويلحظ هيئة المفعول فينتقل إلى عنوانٍ انتزاعي كلّي هو : كلّ ما كان على زنة المفعول فهو موضوع لهذه النسبة.
فالملحوظ في وضع المادّة هو المادة «ض ، ر ، ب» على الترتيب بين هذه الحروف ، يلحظها ويضعها للحدث الخاص ، الذي هو المعنى لها في اللّغة ، فيكون حال الوضع فيها حال الوضع في مثل زيد. أمّا في وضع الهيئات فالملحوظ الموضوع له هو العنوان الانتزاعي الجامع : «كلّ ما كان على زنة