قد قلت للموت حين نازله |
|
والموت مقدامة على البهم (١) |
لو قد (٢) تبيّنت ما فعلت إذا |
|
قرعت سنّا عليه من ندم |
فاذهب بمن شئت إذ ذهب به |
|
ما بعد الفتح للموت من ألم (٣) |
ولم تزل تبكي عليه وتنوح حتى ماتت.
وذكر أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد قال : أنشد الفتح بن خاقان (٤) :
لست منّي ولست منك فدعني |
|
وامض عنّي مصاحبا بسلام |
وإذا ما شكوت ما بي قالت |
|
قد رأينا خلاف ذا في المنام |
فزاد الفتح في الشعر :
لم تجد علّة تجنّى بها الذنب |
|
فصارت تعتلّ بالأحلام |
قال المبرّد : وسمعت الفتح ينشد قبل أن يقتل بساعات :
وقد يقتل الغتميّ (٥) مولاه غيلة |
|
وقد ينبح الكلب الفتى وهو غافل |
٥٥٧٩ ـ الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم
أبو نصر الكشّي (٦) الصوفي (٧)
حدّث عن أبي شرحبيل عيسى بن خالد الحمصي ابن أخي أبي اليمان ، ومحمّد بن خلف أبي نصر العسقلاني ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه (٨) ، ورجاء بن مرجّى المروزي (٩) الحافظ ، وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، والجارود بن معاذ الترمذي ، ونصر بن
__________________
(١) البهم مفردها بهمة ، وهو الشجاع الذي لا يدرى كيف يؤتى لشدة بأسه.
(٢) سقطت من معجم الأدباء.
(٣) كذا عجزه بالأصل ، ووزنه مضطرب ، وفي معجم الأدباء :
ما بعد فتح للموت من ألم
وهو صحيح الوزن.
(٤) الخبر والأبيات في معجم الأدباء ١٦ / ١٧٥ ـ ١٧٦.
(٥) الغنمي : من لا يفصح شيئا ، والغتمة : العجمة في المنطق (راجع اللسان : غتم).
(٦) الكشي : بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة : هذه النسبة إلى كش ، قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل كما في الأنساب ، وفي تاريخ بغداد الكسي بالسين المهملة. (وانظر معجم البلدان : كس وكش).
(٧) ترجمته في تاريخ بغداد ١٢ / ٣٨٤.
(٨) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٤٦.
(٩) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٩٨.