إذا جئته تبغي القرى بات نائما |
|
بطينا وأمسى ضيفه غير طاعم (١) |
فدع عاصما أفّ لأفعال عاصم |
|
إذا حصّل الأقوام أهل المكارم |
فتى من قريش لا يجود لسائل (٢) |
|
ويحسب أنّ البخل ضربة لازم |
ولو لا يد الفاروق قلّدت عاصما |
|
مطوّقة يحدى بها في المواسم |
فليتك من جرم بن زبّان أو بني |
|
فقيم أو النّوكى أبان بن دارم |
أناس إذا ما الضيف حلّ بيوتهم |
|
غدا جائعا عيمان ليس بغانم |
قال : فلما بلغت أبياته عاصما استعدى عليه عمرو بن سعيد بن العاص وهو يومئذ بالمدينة [أمير](٣) ، فهرب فضالة بن شريك وعاذ بيزيد (٤) بن معاوية وعرّفه ذنبه وما تخوّف من عاصم ، فأعاذه ، وكتب إلى عاصم يخبره أن فضالة أتاه مستجيرا به ، وأنه يحبّ أن يهبه له ، ولا يذكر لمعاوية شيئا من أمره ، ويضمن له ألّا يعود لهجائه ، فقبل ذلك عاصم وشفّع يزيد بن معاوية فقال فضالة يمدح يزيد (٥) :
إذا ما قريش فاخرت بقديمها |
|
فخرت بمجد يا يزيد تليد |
بمجد أمير المؤمنين ولم يزل |
|
أبوك أمين الله غير بليد |
به عصم الله الإمام من الردى |
|
وأدرك تبلا من معاشر صيد (٦) |
ومجد أبي سفيان ذي الجود (٧) والندى |
|
وحرب وما حرب العلا بزهيد |
فمن ذا الذي إن عدّد الناس مجدهم |
|
يجيء بمجد مثل مجد يزيد |
وبلغني : أن فضالة مات قبل أن يلي عبد الملك بن مروان الخلافة.
٥٦٠٤ ـ فضالة بن الصّقر بن فضالة بن سالم
ابن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك
ابن النعمان بن امرئ القيس اللخمي الدمشقي
حدّث عن أبيه الصقر.
__________________
(١) كذا بالأصل وت ، وفي الأغاني : غير نائم.
(٢) كذا بالأصل وت ، وفي الأغاني : بنائل.
(٣) زيادة للإيضاح عن الأغاني.
(٤) بالأصل : «وعاد يزيد» والمثبت عن ت والأغاني.
(٥) الأبيات في الأغاني ١٢ / ٧٤.
(٦) الصيد : جمع أصيد ، وهو الذي لا يلتفت من زهوه وكبره يمينا ولا شمالا.
(٧) في الأغاني : ذي الباع والندى.