ابن الحسن الشّاشي ، حدّثنا أبو داود السّنجي (١) ، حدّثنا الأصمعي ، حدّثنا عامر بن عبد الملك قال : قال أبو النجم : حدّثنا ، قيل : إنه العجلي.
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن علي الربعي ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله ابن عطية بن حبيب ، أنبأنا أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف ، حدّثنا علي بن بكر ، حدّثنا أحمد بن بكر ، حدّثنا أبو سعيد ، حدّثنا ابن بكار قال : قال هشام : للشعراء (٢) : صفوا لي إبلا فقيّظوهنّ وأوردوهنّ وأصدروهنّ (٣) حتى كأنّي أنظر إليهنّ. قال أبو النجم : فذهب بي الروي حتى قلت :
وصارت الشمس كعين الأحول
فغضب هشام (٤) وقال : اخرجوا هؤلاء لا يدخلنّ هذا علي وكان بالرّصافة رجلان أحدهما يغدّي ، والآخر يعشّي (٥) ، فكنت أتغدى عند أحدهما وأتعشّى عند الآخر ، وأبيت في المسجد. فأمسى هشام ذات ليلة لقس (٦) النفس ، فقال لحاجبه الربيع : أبغني رجلا غريبا يحدّثني ، فخرج فأخرجني من المسجد فأدخلني عليه فقال لأبي النجم : ألم يكن أمرنا بإخراجك عن هذه القرية؟ فمن أواك ومن أمّ مثواك؟ فقلت : أما الغداء فمن عند فلان ، والعشاء من عند فلان ، والمبيت من حيث أخرجت ، فقال : ما مالك وولدك؟ قلت : أما المال فلا مال ، وأما الأهل فابنتان ، قال : هل زوّجتهما؟ قلت : إحداهما ، قال : فما أوصيتها؟ قال : ما لا (٧) يجديه عليّ أمير المؤمنين قال : هاته ، قال :
أوصيت من برّة قلبا حرّا |
|
بالكلب خيرا والحماة شرّا |
لا تسأمي خنقا لها وجرّا |
__________________
(١) هو سليمان بن معبد بن كوسجان المروزي السّنجي. والسنجي نسبة إلى سنج : وسنج من نواحي مرو ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ١٠٢.
(٢) بالأصل : الشعراء ، تصحيف ، والتصويب عن ت.
(٣) في الأغاني : فقطروها وأوردوها وأصدروها.
(٤) وكان هشام أحول ، فأمر به فوجأ عنقه وأخرجه من الرصافة (راجع الشعر والشعراء أيضا ص ٣٨٣).
(٥) العبارة في الأغاني ١٠ / ١٥٥ ولم يكن أحد بالرصافة يضيف إلا سليم بن كيسان الكلبي وعمرو بن بسطام التغلبي ، فكنت آتي سليما فأتغدى عنده ، وآتي عمرا فأتعشى عنده.
(٦) لقست نفسه : غثت وخبثت (اللسان).
(٧) كذا بالأصل وت.