المسألة الأولى :
هل الإتيان بالمأمور به بصورةٍ عامّةٍ يقتضي الإجزاء؟
إن الأمر قد تعلَّق بالصّورة الملحوظة خارجاً ، والمأتي به هو نفس ذاك الذي أوجد في الخارج ، فهل إيجاده كذلك يكفي عمّا تعلَّق به ، ويسقط الأمرُ بذلك ، أو أنه لا يجزي ولا يكفي عنه ، والأمر باق ، فالإعادة والقضاء واجب؟
قال الاستاذ : إن الصحيح في عنوان البحث في هذه المسألة أنْ يقال : هل الإتيان بالمأمور به بنفسه أو ببدله يقتضي الإجزاء أو لا؟ والوجه في ذلك تعميم البحث للمسألتين الآتيتين ، حيث البحث فيهما صغروي ، والبحث هنا كبروي.
وعلى الجملة ، فقد ذكر في (الكفاية) أنّ العقل مستقل بالإجزاء.
وقد أوضح صاحب (الدرر) والمشكيني (١) وغيرهما كلام (الكفاية) بأن عدم الإجزاء يستلزم تحصيل الحاصل ، وهو محال ، وذلك ، لأنّ الأمر إذا تعلَّق بشيء ، وامتثل الأمر واتي بالشيء ، كان بقاء الأمر بعد ذلك ـ وهو يقتضي الامتثال والإتيان بالمأمور به ـ مستلزماً لطلب الحاصل.
وقد تبع الاستاذ المحققين الأصفهاني والعراقي في الخدشة في هذا التقريب ، بأنّ عدم الإجزاء ليس تحصيلاً للحاصل ، بل هو إيجادٌ للوجود
__________________
(١) درر الأصول ١ / ٧٧ ، الحاشية على الكفاية ١ / ١٢٤.