تقسيم آخر
وتنقسم المقدّمة إلى : مقدّمة الوجوب ، ومقدّمة الوجود ، ومقدّمة الصحّة ، ومقدّمة العلم أو : المقدّمة العلميّة.
أمّا مقدّمة الوجوب ، فهي شرط التكليف ، كالاستطاعة بالنّسبة إلى وجوب الحج ، وهذا القسم خارج عن البحث ، لأنه ما لم يجب ذو المقدّمة فلا وجوب للمقدّمة ، فإذا وجب ذو المقدمة ، كان وجودها حاصلاً من قبل ، فلا يعقل تعلّق الوجوب بها.
وأمّا المقدّمة العلميّة ، فهي المقدّمة الموجبة لعلم المكلَّف بحصول الامتثال وفراغ الذمة عن التكليف ، كالصّلاة إلى الجهات الأربع ، ووجوبها عقلي من باب قاعدة الفراغ ، وليس شرعيّاً ، وبحثنا في مقدمة الواجب إنما هو عن وجوبها شرعاً ، وممّا يؤكّد ذلك : أن المقدّمة العلمية ، يدور أمرها بين الواجب النفسي وغير الواجب ، لأن احدى الصّلوات هي الواجب النفسي ، والثلاثة البقيّة ليست بواجبة أصلاً ، لا نفساً ولا غيريّاً.
ومقدّمة الوجوب داخلة في البحث ، كما هو واضح ، لأن بحثنا عن الوجوب الغيري المترتب عليه المطلوب النفسي.
ومقدّمة الصحّة ترجع إلى مقدّمة الوجود ، لأنّ معنى مقدمة الصحّة مقدمة تحقق المأمور به .. فهي داخلة كذلك.