ـ معنوناً بعنوان الاستقبال بسبب ذاك الأمر المتأخّر ، وهو قدوم الشخص ... فأصبح الأمر المتأخّر غير الحاصل فعلاً ، مخصّصاً ومحدّداً للعنوان المتقدّم ـ وهو الذهاب ـ وموجباً لحسنه ، ومحقّقاً للإضافة بينهما.
وهذا شرح لقول المحقّق الخراساني بأن الشروط أطراف الإضافة في الشروط الشرعيّة ، ولكلام المحقق العراقي من أن المؤثر محدود والشروط وظيفتها التحديد ، وليست بنفسها مؤثّرةً كي يقال بأن المعدوم لا يؤثّر في الموجود.
ثم أورد عليه الاستاذ : بأنّ الإضافة ليست بأمر اعتباري كي يقال بأنه يختلف بالوجوه والاعتبارات ، بل هي أمر واقعي ، والمتضايفان متكافئان في القوّة والفعل ، ولا يعقل وجود الإضافة والمضاف في وقتٍ يكون طرف الإضافة معدوماً ، فالإضافة بلا طرفٍ خلف.
والنقض بالزمان ، من الأمس واليوم والغد ، حيث يضاف اليوم إلى الغد وإلى الأمس مع انعدامهما.
قد أجاب عنه الشيخ الرئيس في الشفاء (١) ، بأنّ تلك الإضافة ذهنيّة ، وفي الذّهن يجتمع السّابق واللاحق.
لكنّ المشكلة هي : أن هذه الإضافة خارجيّة.
فقيل : بأنّ الزمان وجود واحد متصرّم.
وفيه : وإنْ ذكره المحقق الاصفهاني (٢) ساكتاً عليه : إن الحركة وجود
__________________
(١) الشفاء ، الطبيعيّات ١ / ١٤٨ ـ ١٥٠ ، الفصل العاشر ، في الزمان.
(٢) نهاية الدراية ٢ / ٤٦.