يحكم بوجوبها أو استحبابها قبله ، لعدم امكان الانبعاث إلى الزيارة الآن ، وكذا الحج ، فلا يحكم بوجوبه الآن لعدم امكان الانبعاث ... وهكذا.
وينتقض أيضاً : بالواجب المركّب من أجزاء ، كالصّلاة مثلاً ، فإنه لا يوجب امكان الانبعاث إلى جميع الأجزاء من حين التكبير ، فيلزم أنْ لا يكون بعث إليها ، وكذا غيرها من الواجبات التدريجيّة.
وقد استقرّ رأيه في الحاشية : بأنّ الملاك هو البعث الإمكاني كما تقدّم ، لكنّ البعث الإمكاني يدور مدار الإمكان الاستعدادي ، فمتى كان العمل المبعوث إليه مستعدّاً ولو امكاناً ، فإمكان الانبعاث موجود فالبعث موجود ، وفي الواجب المقيّد بالزمان المتأخّر لا يوجد الآن الإمكان الاستعدادي بالنسبة إليه ، بخلاف الواجب ذي المقدّمة ، فإنه يوجد الآن استعداد الامتثال بالنسبة إليه ، لوجود الحركة في العضلات نحو المقدمة وذي المقدمة ... فالنقض غير وارد.
فقال الاستاذ بورود النقض ، وذلك ، لأنّ معنى الإمكان الاستعدادي هو قابليّة الفعل للوجود في وقته ، ففي الصّلاة عند التكبير ، أو الصّوم عند الفجر ، هل يوجد استعداد بالنسبة إلى الإمساك في أوّل الفجر وفي العصر ، منذ أول الفجر ، وبالنسبة إلى التكبير والتشهد من حين التكبير؟ إنّه لا يمكن اجتماع الزّماني المتأخّر مع الزماني المتقدّم ، بملاك عدم امكان اجتماع الزمان المتقدّم مع الزمان المتأخر ، فإنّه لمّا كان المفروض كون الامساك مقيّداً بالعصر ، فلا يعقل امكانه الاستعدادي في آن أوّل الفجر ، فلا يعقل البعث الإمكاني إليه ، وكذلك في مثال الصّلاة ، وهكذا ....
بل التأمّل في كلماته وضمّ بعضها إلى البعض ، يفيد التزامه بالواجب