التصوّر فقط ، وكذلك إيجاده في الخارج ، لأنّ الوجود الخارجي معلولٌ لعلّته ، فإنْ وجدت وجد وإلاّ فلا.
والثاني : فإنَّ الوجود الجعلي عبارة عن وجود المعنى بوجود اللّفظ ، فاللّفظ يكون وجوداً للمعنى في عالم الاعتبار ، وهو كما يكون باللّفظ يكون بالكتابة أيضاً.
فما ذهب إليه المحقق الخراساني غير صحيح ، إذ لا يعقل إيجاد المعنى باللّفظ لا ذهناً ولا خارجاً.
بل المعقول والمتصوَّر هو أنّا نوجد المعنى وجوداً جعليّاً ، أيْ نعتبر وجود اللّفظ وجوداً له ، لا أنّ اللّفظ يكون واسطةً وسبباً لوجود المعنى كما قال المحقّق الخراساني ، ففي الحقيقة لمّا نقول : «افعل» فهو من مقولة الكيف المسموع ، فإذا تلفّظنا به وجد في الخارج بوجودٍ بالذات ، وتكون هذه الصيغة وجوداً جعليّاً اعتباريّاً للبعث والطلب ، لا أن الطلب والبعث يوجد بتوسّط هذا اللّفظ وهذه الصيغة.
قال : فهذه حقيقة الإنشاء ، ولا بدّ أنْ يحمل عليه كلام المحقّق الخراساني.
قال شيخنا دام بقاه :
أمّا حمله كلام المحقّق الخراساني على مسلكه ففيه : إن في عبارة (الكفاية) ما يمنع عن الحمل المذكور ، وذلك أنه مثَّل ـ لكون الإنشاء موجداً للملكيّة ومخرجاً لها عن فرض الفارض ـ بإيجاد الملكيّة في مورد الحيازة ، فإنّه قد ورد في مباحث كتاب إحياء الموات أنَّ «من حاز ملك» ، وهو ظاهر