ذهب صاحب (الكفاية) (١) قدسسره : إلى أنّ الجملة الخبريّة مستعملة في نفس مدلولها ، وهو النسبة ، ففي الماضي : النسبة التحقّقية ، وفي المضارع : النسبة الترقّبية ، ففي قوله عليهالسلام «يعيد» و«أعاد» ـ مثلاً ـ قد استعملت الجملة ـ في حال الإنشاء ـ في نفس المعنى المستعملة فيه في حال الإخبار ، غير أنّ الداعي يختلف ، فهو هنا عبارة عن الطلب ، وفي الإخبار عبارة عن الحكاية.
والحاصل : إن الفرق بين الجملتين واختلافهما إنّما هو بداعي الاستعمال ، والفرق بين صيغة الأمر والجملة الخبريّة هو : إن المستعمل فيه في الصيغة عبارة عن الطلب الإنشائي ، وفي الجملة هو النسبة ، فبها يُنشأ النسبة البعثيّة ، أو البعث النسبي.
وذهب السيد الخوئي (٢) : إلى أنّ الاختلاف بين الاخبار والإنشاء ليس من ناحية الداعي إلى الاستعمال ، بل إن المستعمل فيه في مثل «يعيد» في كلام الامام عليهالسلام هو اعتبار الإعادة في ذمّة المكلّف ، فتكون الجملة الإخبارية في مقام الإنشاء مبرزةً للاعتبار.
وهذان القولان هما العمدة في المقام.
__________________
(١) كفاية الأصول : ٧٠.
(٢) محاضرات في أصول الفقه ٢ / ١٣٥.