«إنّ الله أدّب نبيّه فأحسن أدبه ، فلمّا أكمل له الأدب قال : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ثم فوّض إليه أمر الدين والأُمّة ليسوس عباده فقال عزّ وجلّ (مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا). وإنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ كان مسدّداً موفّقاً مؤيّداً بروح القدس ، لا يزلُّ ولا يخطئ في شيء ممّا يسوس به الخلق ، فتأدّب بآداب الله. ثم إنّ الله عز وجل فرض الصلاة ... فأضاف رسول الله ... فأجاز الله عز وجل له ذلك ...».
ومثله غيره في «باب التفويض إلى رسول الله وإلى الأئمة في أمر الدين» من كتاب الكافي (١) وغيره ، ممّا جاء التصريح فيه بثبوت هذه المنزلة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واشتمل على موارد من الأحكام التي وضعها في الأبواب المختلفة ... وكذلك كلمات المفسرين من الفريقين بذيل الآية المباركة ، فإنّهم قالوا بأنها تدل على أنّ كلّ ما أمر به النبي فهو أمرٌ من الله ، وكلّ ما نهى عنه فهو نهي منه (٢).
وأمّا بالنسبة إلى الأئمة ـ عليهمالسلام ـ فيدلُّ عليه النصوص العامّة في أنّهم بمنزلة النبي صلىاللهعليهوآله (٣) وأنهم الورثة له (٤) وأن طاعتهم مفروضة كطاعته (٥) ، والنصوص الخاصّة الكثيرة كما قال غير واحدٍ من الأكابر ، أو المستفيضة كما قال الشيخ المجلسي كما سيأتي ، كالصحيح عن أبي عبد الله
__________________
(١) الكافي ١ / ٢٦٥.
(٢) انظر : منهج الصادقين ٩ / ٢٢٦ ، مجمع البيان ، الصافي ٥ / ١٥٦ ، الميزان ١٩ / ٢٠٤ ، الكشاف ٤ / ٥٠٣ ، القرطبي ١٨ / ١٧ ، الرازي ٢٩ / ٢٨٦ ، النيسابوري ـ هامش الطبري ـ ٢٨ / ٣٩.
(٣) من ذلك : حديث المنزلة المتواتر بين المسلمين.
(٤) انظر : بصائر الدرجات ج ٣ باب ٣.
(٥) انظر : بصائر الدرجات ج ٣ باب ٥.