فألقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء (١).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام في التعريف بالإمام : « يحقن الله به الدماء ، ويصلح به ذات البين ، ويلمَّ به الشَّعث ويشعب به الصَّدع ، ويكسو به العاري ويشبع به الجائع ويؤمن به الخائف » (٢).
وفي العهد الذي كتبه المأمون للرضا عليهالسلام : ( وأنظر الاُمّة لنفسه وأنصحهم لله في دينه وعباده من خلايقه في أرضه من عمل بطاعة الله وكتابه وسنَّة نبيّه عليهالسلام في مدَّة أيّامه وبعدها ، وأجهد رأيه ونظره فيمن يولّيه عهده ويختاره لإمامة المسلمين ورعايتهم بعده وينصبه علماً لهم ومفزعاً في جمع ألفتهم ولم شعثهم وحقن دمائهم والأمن بإذن الله من فرقتهم وفساد ذات بينهم واختلافهم ، ورفع نزع الشيطان وكيده عنهم ) (٣).
وإنّما استشهدنا بكلامه هذا لأنّ الظاهر أنّ هذه الكلمات كانت موضع القبول من الإمام عليهالسلام وقد نقل الأربليّ كلاماً في هذا المقام فراجعه.
ولتتميم الفائدة وايقاف القارئ الكريم على مزيد من الصفات التي يليق أن يتحلّى بها الحاكم الإسلاميّ نلقي نظرةً سريعةً على ما كان يوصي به الإمام عليّ عليهالسلام الحكّام والولاة ، وما أتينا به هنا إنّما هو قليل من كثير ممّا هو موزع في الكتب الحديثيّة والتاريخيّة.
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أُذكر الله الوالي من بعدي على اُمّتي ألاَّ يرحم على جماعة المسلمين فأجلّ كبيرهم ورحم ضعيفهم ووقَّر عالمهم ، ولم يضربهم ، فيذلَّهم ولم يفقرهم فيكفِِّّرهم ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويّهم ضعيفهم ولم يخبزهم في بعوثهم فيقطع نسل
__________________
(١) الكافي ١ : ٤١٠ ـ ٤١١ ، ونهج البلاغة : الخطبة (٢٠٤).
(٢) الكافي ١ : ٣١٤.
(٣) كشف الغمّة ٣ لعليّ بن عيسى الأربليّ : ١٢٤ ، وبحار الأنوار : ١٢ في العهد الرضويّ.