قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مفاهيم القرآن [ ج ٢ ]

363/616
*

فقال مروان لطلحة والزبير : ما أراد بهذا غيركما.

قال الراوي فأعطى كلّ واحد ثلاثة دنانير وأعطى رجلاً من الأنصار ثلاثة دنانير ، وجاء ـ بعد ـ غلام أسود فأعطاه ثلاثة دنانير فقال الأنصار : يا أمير المؤمنين هذا غلام اعتقته بالأمس ، تجعلنا وايّاه سواء ؟ فقال : « إنّي نظرتُ في كتاب الله فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضلاً ، إنّي لا أرى في هذا الفيء فضيلةً لبني إسماعيل على غيرهم » (١).

وروي أنّ الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام مرّ برجل من أهل السواد دميم المنظر فسلّم عليه ، ونزل عنده وحادثه طويلاً ، ثمّ عرض عليه نفسه في القيام بحاجة إن عرضت له فقيل له : يا ابن رسول الله أتنزل إلى هذا ثمّ تسأله عن حوائجه وهو أحوج إليك فقال عليه‌السلام : « عبد من عبيد الله ، وأخ في كتاب الله ، وجار في بلاد الله يجمعنا وإيّاه خير الآباء آدم عليه‌السلام وأفضل الأديان الإسلام » (٢).

هكذا نجد الإسلام على لسان نبيّه وأئمّته عليهم‌السلام يجعل الإيمان هو الرابطة الجامعة بين أفراد المسلمين والملاك الوحيد المكوّن للاُمّة الإسلاميّة دون سواه فيما ينفي كلّ ملاك آخر لكونه ملاكاً مزيّفاً وفرقاً غير فارق.

وعن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام : « لمّا ولي عليٌّ عليه‌السلام صعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :

أمّا إنّي والله ما أرزأكم من فيئكم هذه درهماً ما قام بي عذق بيثرب فلتصدّقكم أنفسكم ، أفتروني مانعاً نفسي ومعطيكم ، قال : فقام إليه عقيل كرّم الله وجهه فقال : فتجعلني وأسود في المدينة سواء ، فقال : اجلس ما كان هاهنا أحد يتكلّم غيرك وما فضلك عليه إلاّ بسابقة أو تقوى » (٣).

__________________

(١) الكافي ٨ : ٦٩.

(٢) تحف العقول : ٣٠٥ ( طبعة بيروت ) و : ٤١٣ ( طبعة طهران ).

(٣) وسائل الشيعة ١١ : كتاب الجهاد ( باب ٣٩ ) نقلاً عن الكافي.