إنّ للبيئة والمحيط أثراً كبيراً في تربية الشخصيّة البشريّة وتكوينها فالبيئة الصالحة الطاهرة تساعد على النشأة الصالحة ، وعلى العكس تكون البيئة الفاسدة.
ويضرب القرآن الكريم لنا مثلاً عن تأثير البيئة في شخصيّة الإنسان وسلوكه ، ومن المعلوم أنّ القرآن الكريم إذا ضرب مثلاً على أمر اختار نموذجاً كبيراً ومثلاً بارزاً جدّاً فهو يمثل لمن أثّرت البيئة الفاسدة في سلوكه ومصيره بامرأتي لوط ونوح إذ قال : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) ( التحريم : ١٠ ).
ولذلك حرص الإسلام على طهارة المجتمع وسعى في تطهيره من كلّ فساد وانحراف ؛ فأكّد مثلاً على اختيار الصديق الصالح لما له من الأثر على شخصيّة صديقه وخلقه وسلوكه قال الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من أراد الله به خيراً رزقه خليلاً صالحاً إن نسي ذكّره وإن ذكر أعانه » (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً : « اسعد النّاس من خالط كرام النّاس » (٢).
وقد ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيضاً أنّه قال : « المرء على دين خليله وقرينه » (٣).
وقال الإمام عليّ عليهالسلام : « واحذر صحابة من يفيل رأيه وينكر عمله فإنّ الصّاحب معتبر بصاحبه » (٤).
وقال عليهالسلام : « لا تصحب الشّرّير فإنّ طبعك يسرق من طبعه شرّاً وأنت لا تعلم » (٥).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « من يصحب صاحب السّوء لا يسلم » (٦).
__________________
(١ و ٢) بحار الأنوار ١٥ : ٥١.
(٣) وسائل الشيعة ٤ : ٢٠٧.
(٤) غرر الحكم : ٧٢٣.
(٥) ابن أبي الحديد ٢٠ الكلمة ١٤٧ص ٢٧٢.
(٦) مستدرك الوسائل ٢ : ٦٥.