اعلم أنار الله قلبي وقلبك بأنواره ، وأيدني وإيّاك بأسراره. وأمنني وإياك بحوله وقوته من مكره وسرّه. ووقاني وإياك من بأسه وضرّه. أن دول وهران من حين اختطّت تسعة دول كما في دليل الحيران ، وهم : دولة الأمويين بالأندلس القائمين بأمورهم زناتة. والعبيديين وهم الشيعة ، والمرابطين وهم الملثّمون ، والموحدين ، والزيانيين وهم بنو عبد الواد ، والمرينيين وهم بنو احمامة ، ثم الزيانيين ، والإسبانيين ، والأتراك ، وهم الترك والفرانسيس. فهؤلاء تسعة إجمالا.
وأما تفصيلا فكانت عمالهم يتداولونها بينهم إلّا الدول الثلاثة الأخرة (كذا) فعمالهم منهم.
الدولة الأولى مغراوة
عمال بني أمية
وأول العمال مغراوة عمال بني أمية الذين هم الدولة الأولى ، وأول من ملكها من مغراوة خزر بن حفص المختط لها في القرن الثالث كما مرّ. وتولى إمارة مغراوة بوهران وغيرها بعد موت أبيه حفص بن صولات بن وزمار ابن صقلاب بن مغراو. ووزمار هو الذي أسلم على أيد سيدنا عبد الله بن سعد ابن أبي صرح ، لما غزى (كذا) إفريقية وبعثه لأمير المؤمنين ، وخليفة رسول رب العالمين سيدنا عثمان بن عفان رضياللهعنه ثالث الخلفاء بالمدينة المنورة ، / (ص ٣٩) على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم فجدّد إسلامه على يده وعقد له على قومه ورجع لإفريقية. ومن ثم بقيت مغراوة موالي (كذا) لبني أمية كصنهاجة للعلويين العبيديين بإفريقية.