الأوسط وانقطع حكم المروانيين منه بالكلية وخرج حكم وهران من يد الدولة الأموية ودخل في يد الدولة الشيعية.
فأقام محمد بن أبي عون الشيعي الملك بوهران وتصرّف في المغرب الأوسط بما شاء وصار معه ازديجة وعجيسة يدا واحدة وعنه أخذوا الرافضية (ص ٤٣) واندرست / السنّة ولما مر ميسور الخصّى ، سمي بذلك لكونه لا لحية له ، في عام ثلاث وعشرين وثلاثمائة (١) بأمر القائم العبيدي حال ذهابه لمحاربة موسى ابن أبي العافية المكناسي للمغرب لمظاهرته للمروانيين وإعراضه عن الشيعة متوجها بجيشه لفاس ولقيه محمد بن أبي عون الشيعي والي وهران فأقرّه عليها. وكذلك لما توجه مصالة بن حبوس الكتامي للمغرب في عام إحدى وأربعين وثلاثمائة (٢) بجيشه لتدويخ المغرب بأمر المعزّ العبيدي أقرّه على وهران كما أقر كل عامل كان للشيعة على محلّه ودوّخ المغرب غاية وأزال ما ظهر به من أمر المروانيين ملوك الأندلس ورجع بغنائم عظيمة.
ثم في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (٣) اختط يعلا بن محمد بن صالح اليفريني مدينته بايفكان أحد أراضي بني راشد بصفح (كذا) جبل أوسلاس وهو بجوفها واستقر بها وظاهر المروانيين بالأندلس وتجانب الشيعة بإفريقية فولّاه عبد الرحمن الناصر الأموي ملك الأندلس على المغرب الأوسط وعقد له على حروب الشيعة الرافضية. وكان مصالة بن حبوس الكتامي قد رجع من المغرب للمهدية فخلا الجوّ ليعلا بن محمد بن صالح اليفريني وزحف لوهران فحاصر بها محمدا بن أبي عون الشيعي وازديجة وعجيسة وطالت بينه وبينهم حروب عظام إلى أن فرّق جمعهم بجبل قيزة غربي وهران وذلك في يوم السبت منتصف جمادى الثانية سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (٤) ودخل وهران عنوة وأضرمها نارا (ص ٤٤) وخربها ولحق أكثر أزديجة وعجيسة بالمغرب ، / وبعضهم بالأندلس لما أيّسوا
__________________
(١) الموافق ٩٣٤ ـ ٩٣٥ م.
(٢) الموافق ٩٥٢ ـ ٩٥٣ م. ويعلى يكتب بياء بعد اللام وليس بالألف كما فعل المؤلف.
(٣) الموافق ٩٤٩ ـ ٩٥١ م.
(٤) الموافق ٩٥٤ ـ ٩٥٥ م.