الدولة الثالثة المرابطون
(ص ٥٧) ثم ملك وهران / الدولة الثالثة وهم المرابطون :
ويقال لهم الملثمون وهم لمتونة فرقة من صنهاجة تلقّبوا بذلك لكونهم انقطعوا في جزيرة ببحر النيل (١) وربطوا أنفسهم فيها للطاعة مع شيخهم عبد الله ابن ياسين إلى أن كثر عددهم فقاموا للملك إلى أن كان منهم ما كان. ومن ثمّ صار هذا لقب لكل ناسك مبرور ملازم للطاعة لا يدخل في شؤون المخزن سيّما بالمغرب الأوسط. وسمّوا بالملثمين إمّا لكونهم لا يتركوا (كذا) اللثام حتى أنه لا يعرف أحدهم إلا إذا كان ملثما وإلّا فلا ، وإما لكون رجالهم غابت عن حيّهم وبقي به النساء فجاءتهم العرب لأخذهم فلبس النساء لباس الرجال وتلثمن لئلا يعرفن وركبن النجائب وقاتلن العدو إلى أن دفعن (كذا) عن الحي ففعل ذلك الرجال وبقيت فيهم سنّة للآن في بلادهم وهم الذين يقال لهم التوارق بقرب السّودان.
وأول من ملك منهم وهران المجاهد يوسف بن تاسفين اللمتوني وذلك أنه استقر بالمغرب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة (٢) خليفة «لابن عمه أبي بكر ابن عمر اللمتوني لما اختار الرجوع للصحراء وصار يدوّخ فيه ولما صعب عليه حرب المصامدة ذهب لمراكش وهي مفاوز ومعناها بلغتهم «إمش مسرعا». فمر
__________________
(١) هذه رواية ابن خلدون ولكن الحقيقة أن الجزيرة التي اعتصم بها عبد الله بن ياسين وتلاميذه ورابطوا بها تقع في حوض نهر السينغال. ولو أن الأستاذ محمد عبد الله عنان ذكر أنها تقع في منحنى نهر النيجر.
(٢) الموافق ١٠٦١ ـ ١٠٦٢ م.