وتسمّوا بالمرابطين لملازمتهم لرابطة الشيخ عبد الله بن ياسين ببحر النيل. ثم يحيى بن عمر اللمتوني ، ثم أخوه أبو بكر بن عمر وهو الذي ملك الصحراء وتخطا (كذا) للمغرب وجعل ابن عمه يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقوت ابن وزنقطن بن منصور بن محالة بن أمية بن وثمار بن تلميت اللمتوني الصنهاجي الحميري خليفة عليه. ثم استقل يوسف بالمغرب. ثم ابنه علي ، ثم ابنه تاشفين ، ثم ابنه إبراهيم ، ثم عمه إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين وهو آخر المرابطين وبه انقطعت دولتهم لما قتله وابن أخيه إبراهيم ، عبد المؤمن ابن علي بمراكش. ولكل بداية نهاية والله يوتي ملكه من يشاء. وقد ألّف الحافظ الصيرافي رحمهالله في المرابطين كتابا أسماه ـ الأنوار الجالية (كذا) في أخبار الدولة المرابطية.
الفرقة الثالثة الغانية : أولاد المرأة التي يقال لها غانية بنت عمّ يوسف ابن تاشفين وأبوهم مسوفي من صنهاجة يقال له علي بن يحيى المسوفي كان من الشجعان وبالمكانة العظيمة عند يوسف بن تاشفين فلذلك زوّجه من ابنت عمه غانية فأتت معه بولدين وهما : يحيى ، ومحمد ، اللذان ولّاهما علي بن يوسف بالأندلس أحدهما وهو يحيى على غربي الأندلس والآخر وهو محمد على شرقها (ص ٦٨) كميورقة ويابسة / وغيرهما. وجملة ملوكهم ما بين الأندلس وبجاية وقابس خمسة. أولهم يحيى المعروف بابن غانية بن علي بن يحيى المسوفي بالجهة الغربية من الأندلس وهو الذي أعان شيخه القاضي بسبتة على عبد المؤمن بن علي. ثم أخوه محمد بن علي بن يحيى على شرقي الأندلس. ثم ابنه عبد الله على ذلك ، ثم أخوه علي بن محمد بن غانية على بجاية ، ثم أخوه يحيى بن محمد بن غانية على قابس وهو الذي دوّخ المغرب الأوسط وإفريقية وخرّب تاهرت فلم تعمر من وقته إلى أن جدد عمارتها الفرنسيس في أعوام الخمسين من القرن الثالث عشر (١) وتقبّض بمنديل المغراوي فصلبه بالجزائر واشتدت وطأته على الموحدين إلى أن توفي بشلف تحت مليانة سنة ثلاث وثلاثين وستمائة (٢) بعد ما ملك خمسين عاما
__________________
(١) الموافق ١٨٣٤ ـ ١٨٤٤ م.
(٢) الموافق ١٢٣٥ ـ ١٢٣٦ م.