قائمة ملوك الموحدين
واعلم أن ملوك الموحدين ما بين المغرب وإفريقية وبجاية والمهدية مع طرابلس سبعة وأربعون ملكا :
فبالمغرب أربعة عشر ملكا : أولهم شيخهم المهدي بن تومرت ، ثم عبد المؤمن بن علي الكومي العابدي ، ثم ابنه يوسف العسري ، ثم ابنه المجاهد يعقوب المنصور صاحب قصة الأرك ، ثم ابنه محمد الناصر وهو صاحب / غزوة العقاب التي حصد فيها شوكة المسلمين سنة تسع من السابع (١) (ص ٨٤) فكانت مشومة على المسلمين عامة وعلى أهل الأندلس خاصة وهو أنه غزاها في جيش كالجراد المنتشر فأدركه الإعجاب من ذلك وحل به الانتقام فكانت الدائرة عليه. ثم ابنه يوسف المستنصر وفي وقته سنة ثلاثة عشر من السابع (٢) ظهر أمر عبد الحق المريني وبظهوره دخل دولتهم الهرم ، ثم عمه عبد الواحد المخلوع بإجماع الدولة على توليته وخلع بعد تسعة أشهر وقتل خنقا وانتهبت أمواله وسبي حريمه وهتك ستره فهو أول من خلع وقتل من الموحدين وصار الموحدون كالأتراك لبني العباس. ثم ابن أخيه عبد الله العادل بن يعقوب المنصور وقد بويع أولا بمرسيّة من الأندلس في نصف صفر سنة إحدى وعشرين وستمائة (٣) وبويع ثانيا بمراكش يوم الأحد ثاني عشرين شعبان تلك السنة (٤) وتوقف عن بيعته بلنسية وشاطبة ودانية والحفصيون عمال إفريقية. وفي أيامه كانت الواقعة الشنيعة بين المسلمين والفرنج على طليطلة (٥) بالأندلس انهزم فيها المسلمون هزيمة قبيحة وهي التي هدمت دعائم الإسلام بالأندلس فسأل منه الموحدون أن يخلع نفسه فأبى وقال لا أموت إلّا أميرا فخلعوه ثم جعلوا عمامته في عنقه وشنقوه بها ورأسه في الخاصّة إلى أن مات يوم الثلاثاء حادي عشرين شوال سنة أربع وعشرين من
__________________
(١) الموافق ١٢١٢ ـ ١٢١٣ م.
(٢) الموافق ١٢١٦ ـ ١٢١٧ م.
(٣) الموافق ٧ مارس ١٢٢٤ م.
(٤) الموافق ٨ سبتمبر ١٢٢٤ م.
(٥) ضيع المسلمون طليطلة عام ١٠٨٥ م.