الدولة السادسة : المرينيون
ثم ملك وهران الدولة السادسة ، وهم المرينيون ، ويقال لهم بنوا حمامة. أما تسميتهم بالمرينيين فذلك نسبة لجدهم مرين بن أمير الناس على قول ، وابن ورتاجن على الآخر ، وأما تسميتهم ببني حمامة فذلك نسبة لجدهم حمامة ابن محمد بن ورزين. واختلف في نسبهم على ثلاثة أقوال ، فقال صاحب أثمد الأبصار وغيره إنهم أدارسة من ذرية يحيى بن إدريس ، وقال صاحب القرطاس إنهم زناتة من ذرية ماخوخ الزناتي ، وقال أيضا في موضع آخر إنهم من نسل قيس بن غيلان بن مضر. ومن زنات تفرقت قبائل زناتة فهم عرب صريحون وسبب تغيّر لسانهم عن العربية إلى البربرية أن بر بن نزار كان له ولدان : قيس ، (ص ١٠٥) ودهمان ، ابنا / غيلان. فدهمان ولده قليل وهم أهل بيت من قيس يعرفون ببني امامة. وقيس ولد أربعة رجال وجارية وهم : سعيد وعمر وحفصة أمهم مريم بنت أسد بن ربيعة بن نزار ، وبرّ ونماض أمهما بريع بنت محمد بن مجدل بن عمر ابن مضر المجدولي. وكان البربر يسكنون بالشام ويجاورون العرب في الأسواق والمساكن والمراعي ، ويشاركونهم في المياه والمساعي ويصاهرون بعضهم بعضا. وكانت البها بنت دهمان بن غيلان بن مضر من أجمل النساء وأكملهنّ ظرفا وطربا وحسنا فكثر طلابها للتّزويج من كل قبيلة فقال أبناء عمها قيس وهم : عمر وسعيد وبرّ وحفصة لا يتزوج بنت عمنا غيرنا فخيّروها فاختارت برّا لكمال شرفه وصغره وتزوجته فحسده اخوته عليها وهموا بقتله. وكانت أمه بريع من دهات (كذا) النساء فبعثت إلى ولدها بر وزوجته البها وأمرتهما بالذهاب معها لقومها فوافقاها وذهبوا فنزلوا عند أخواله وأعرس بها وامتنع من قومه فولدت له البها علوان ومادغس : فعلوان مات صغيرا ولم يعقّب ، ومادغس لقّب بالأبتر فهو