محتويات المقاصد الخمسة
ـ المقصد الأول : يقع في عشر صفحات ، وموضوعه فيمن بنى وهران وأي وقت بنيت ، ومن أمر ببنائها ، ومن أشرف على ذلك ، وفي وصف الرحالة والمؤرخين لها. وقد ذكر المزري أنها بنيت في القرن الثالث الهجري ، ولكن هناك خلاف في السنة. فالحافظ أبوراس له روايتان :
الأولى : في كتابه ، عجائب الأسفار ، مفادها أن مغراوة هي التي بنتها بأمر من الخليفة الأموي بالأندلس عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل ، والذي أشرف على بنائها هو خزر بن حفصى بن صولات بن وزمار ابن صقلاب ، بن مغراو الزناتي المغراوي. وهذا يعني أنها بنيت في وسط القرن الثالث لأن عبد الرحمن بن الحكم تولى الخلافة عام ٢٠٦ ه ، وتوفي في ربيع الآخر عام ٢٨٨ ه ، كما في المختصر لأبي الفداء.
الثانية : في كتابيه : عجائب الأخبار ، والخبر المعرب ، وتفيد أن الذي بناها هو خزر بن حفص حقيقة ، ولكن الذي أمر ببنائها هو الخليفة الأموي بالأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل ، وذلك اما سنة ٢٩٠ أو ٢٩١ أو ٢٩٢. وقد رجح الزياني الذي نقل عليه ، التاريخ الثالث والأخير لأن هذا الخليفة تولى الخلافة عام ٢٧٥ وتوفي عام ٣٠٠ ه كما في مختصر أبي الفداء. وقد بناها قبل وفاته بعشر سنوات كما في دليل الحيران.
أما عبد الرحمن الجامعي فقد ذكر في شرحه على الحلفاوية أنها بنيت من طرف مغراوة وفي أيام أمرائها ، ولكنه لم يحدد السنة وتجنب ذلك حتى لا يقع في حرج أو خطأ. بينما أكد كل من محمد بن يوسف القيرواني ، وأبي عبيد الله البكري ، وابن خلكان ، والرشاطي ، والصفدي ، كل في تاريخه بأن الذين بنوها هم : محمد بن أبي عون ، ومحمد بن عبدوس ، ومحمد بن عبدون ، وجماعة من البحارة الأندلسيين الذين كانوا ينتجعون مرسى وهران ، مع نفزة وبني مسقن ، وهم بنو مسرغين من أزديجة وكانوا أصحاب القرشي ، وهو الخليفة الأموي بالأندلس ، وذلك عام ٢٩٠ ه.