لأبي ثابت كيف رأيتم أبطال بني مرين فقال أبو ثابت أعانكم السعد وأما الرجلة غلبناكم فيها فدفعه لبني جرار فقتلوه قصاصا ثالث عشر رمضان تلك السنة (١) وذهب أبو حمّ لتونس فاستقرّ بها عند أبي إسحاق إبراهيم بن أبي يحيى زكرياء الحفصي في نعمة شاملة إلى أن كان ما يأتي ذكره.
عودة وهران للدولة المرينية
ثم رجع ملك وهران للدولة السادسة وهي المرينية فملكها أبو عنان وذلك أن أبا الحسن لما رجع للمغرب حصل الخلل بينه وبين ابنه أبي عنان على الخلافة وغلبه ابنه على ذلك إلى أن عهد له بها فرجع له ابنه وتوفي سنة اثنين وخمسين من الثامن (٢) ودفن بسلا. وسبب موته أنه لما رجع من مقاتلة ابنه ابن عنان تمرّض. ففصد لإزالة الدم واغتسل بالماء قصد الطهارة فتورّم ومات بعد أيام قليلة وهو الذي شيّد بناء جامع سيدي أبي مدين ، وبنا (كذا) جامع سيدي الحلوى. ولما مات تولّى أبو عنان فارس بن أبي الحسن بموضع أبيه وشرع في تدويخ المغرب وتمهيده ثم غزى (كذا) تلمسان سنة أربع وخمسين من الثامن (٣) فحاصرها شديدا إلى أن دخلها عنوة وأطرد (كذا) عنها سلطانها صاحب الحرب أبا ثابت للمشرق ثم قتله بعد الظفر به وذبح سلطانها صاحب الأمر أبا سعيد بإفتاء الفقهاء له بذلك وخرّب تلمسان فحرثها غلام أسود على ثورين أسودين تلك السّنة. ثم تخطّا لوهران فملكها أيضا. وقد قال موسى بن صالح (ص ١٢٢) / الكاهن المعروف عند الناس بموسى ، وصالح المشهور بالكهانة ، إن تلمسان تحرث فكان كما قال وكان هذا الكاهن يسكن ببرابرة غمرة وأرضهم من المشتل إلى الزّاب. قال ابن خلدون : «واختلف الناس في أمره فبعضهم يقول بكهانته وبعضهم يقول بولايته ولا صحة لخبره ه» وقول الحافظ أبي راس في عجائب الأسفار : إن تلمسان حرثت سنة ستين من الثامن سبق قلم لأن أبا عنان كان ميتا
__________________
(١) الموافق ٢٣ أكتوبر ١٣٥٢ م.
(٢) الموافق ١٣٥١ ـ ١٣٥٢ م.
(٣) الموافق ١٣٥٣ ـ ١٣٥٤ م.