في الستين وكانت تلمسان معمورة وهي حرثت في حياته وقت تخريبه لها. وكان أبو عنان عالما كبيرا يقرأ القرآن بالسبع (١). وقال الحافظ أبو راس في الشماريخ : أنه كان يقرأه (كذا) بالعشر ، وأن أباه كان يقرأه (كذا) بالسبع وكان أديبا كثير الاعتناء بشعر ابن خميس التلمساني فهو علم الأعلام ، ومستخدم السيف والأقلام ، وله بطش وبغض شديد في الأمور حتى أنه حبس الإمام ابن مرزوق الخطيب لاتهامه في تقصيره خطبة حفصة بنت سلطان تونس حتى قدم عليه شيوخ إفريقية بالخراج فقالوا له سمعنا في بلادنا أنك حبست عالما كبيرا فأمر بإطلاقه وقيل أطلق بعد موته وهو أول من اعتنا (كذا) بتعظيم المولد النبوي في البلاد الغربية فاقتدا (كذا) به أبو حمّ موسى بن يوسف الزياني أحد الأعياص وبنوا حفص بتونس لا سيما أبو فارس عبد العزيز الحفصي وتوفي يوم الأربعاء رابع عشرين ذي الحجة الحرام سنة تسع وخمسين من الثامن (٢) وقد عاهد (كذا) بالملك لابنه أبي زيان فأبى أهل المجلس ذلك وعقدوا البيعة لأخيه السعيد ابن أبي عنان وكان صغيرا ابن خمس سنين وجزموا على الفتك بأبي زيان فأجبروه على البيعة لأخيه فبايع له وتلفت مهجته. واستقل بالأمر الحسن بن عمر كافل الخليفة السعيد بن أبي عنان فصارت الخلافة للسعيد وبقي تسعة أشعر ثم خلعه منها عمه أبو سالم إبراهيم بن أبي الحسن المريني في منتصف شعبان سنة ستين من الثامن (٣).
عودة وهران للدولة الخامسة الزيانية
ثم رجع ملك وهران للدولة الخامسة الزيانية فملكها أبو حمّ موسى ابن يوسف الزياني وذلك أنه لما خلص من واقعة أبي عنان وذهب لتونس / فاستقر (ص ١٢٣) بها عند الملك الحفصي أبي إسحاق إبراهيم بن أبي يحيى زكرياء في نعمة شاملة إلى أن جاءه من المغرب سقير بن عامر الهلالي رئيس بني عامر بقبيله
__________________
(١) يقصد أنه كان يقرأ القرآن بالروايات السبع المشهورة والعشر كذلك.
(٢) الموافق ٢٧ نوفمبر ١٣٥٨ م.
(٣) الموافق ١٢ جويلية ١٣٥٩ م.